أي ثم بعثناهم أي من بعد نومهم ويقال لمن أحيي أو أقيم من نومه مبعوث، لأنه كان ممنوعا من الانبعاث والتصرف، وقد وقرأ الزهري ” ليعلم ” بالياء، والحزبان الفريقان ، والظاهر من الآية أن الحزب الواحد هم الفتية إذ ظنوا لبثهم قليلا .
وقد اختلف المفسرين في مدة أصحاب الكهف حيث قيل ما لم يرتبط بألفاظ الآية، وقد قال الفراء : نصب على التمييز، وقال الزجاج : نصب على الظرف، أي الحزبين أحصى للبثهم في الأمد، والأمد الغاية، وقيل عن مجاهد : أمدا معناه عددا، وقال الطبري : أمدا منصوب ب لبثوا .
قال ابن عطية : وهذا غير متجه، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم
في صفة حوضه : ماؤه أبيض من اللبن، وقال عمر بن الخطاب : فهو لما سواها أضيع .
وقيل عن مجاهد في قوله تعالى (أَيُّ الْحِزْبَيْنِ) : من قوم الفتية، وقال أيضا : بنحوه.
وقيل عن قتادة في قوله تعالى ( ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا ) : ما كان لواحد من الفريقين علم، لا لكفارهم ولا لمؤمنيهم، وقيل عن ابن عباس في قوله تعالى ( لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ) : بعيدا، وقد قيل عن مجاهد في قوله تعالى (أمَدًا) : عددا.
تفسير السعدي
فسر السعدي قوله تعالى (فَضَرَبْنَا على آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا)، أي أنمناهم الله تعالى وفسر “سِنِينَ عَدَدًا” أنها ثلاث مائة سنة وتسع سنين، وفي النوم المذكور تم حفظ قلوبهم من الاضطراب والخوف، وحفظ لهم من قومهم وليكون لهم آية .
فسر السعدي قوله تعالى (ثمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أحصى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا)، أي بعد أن ناموا علم أيهم أحصى لمقدار مدتهم، وفي العلم بمقدار لبثهم، ومعرفة لكمال قدرة الله