تفسير قوله تعالى: لهو الحديث

تفسير قوله تعالى: لهو الحديث

تفسير قوله تعالى: لهو الحديث

تفسير قوله تعالى: لهو الحديث … لا بد من الوقوف على رأي الإسلام وموقفه من اللهو، فقد بين الدين الحنيف أن اللهو إن لم يرافقه مانع شرعي أو ذنب فهو مباح لا إثم فيه، بل وهو مطلوب لتقوية الأبدان على عبادة الله تعالى

 

ومن الناس من يشتري: ما هو لهو الحديث؟

ومن الناس من يشتري: ما هو لهو الحديث؟ تعد كلمة  لهو الحديث من أكثر الكلمات المنتشرة، وقد إختلف أراء العلماء فيما يخص معنا اتجهوا إلى عدة معاني وتعريفات ودلالات مختلفة، ومنها:

  • معنى اللهو في اللغة هو اسم إلى جانب كونه مصدر لفعل (لَهَا _ يلهو _ لَهْواً).
    • ويعني ما لعب وانشغل به صاحبه من هوى وغنى أو طرب وغير ذلك من أنواع اللهو.
  • قال الله سبحانه (وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ).
    • ويعني أن هذه الحياة في انقضائها ستكون سريعة بشكل كبير كالشيء الذي يلعب أو يلهو به الصغار.
  • ودور اللهو تعني المسارح والأندية والملاهي وكل ما يتعلق بأماكن التسلية.
  • وقد يأتي اللهو بمعنى السخرية والاستهتار والاستهزاء.
    • كما جاء النص في كتاب الله : (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا).

 

المعنى الكامل للفظ لهو الحديث

ومن الناس من يشتري: ما هو لهو الحديث؟ يعني هذا الكلام الذى يلهي قلب وعقل صاحبه.

كما أنه يأكل وقته، حيث  قال الله في كتابة الكريم: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ).

وهذا يعني الكلام الباطل والذي ليس له منفعة من الحديث حيث لا قيمة ولا فائدة له أو يكون من كلام الكذب والافتراء.

أقوال المفسرين في المقصود بلهو الحديث

اختلاف المفسرون في معنى لهو الحديث، وفيما يلي سنذكر لكم كافة المعاني التي توصلوا إليها:

قيل أن معنى لهو الحديث يعنى الجدال، وهذا تفسير بعض العلماء لمعنى لهو الحديث، حيث المقصود من هذا اللفظ هو الجدال والحديث في الدين والخوض في المسائل والأمور الخلافية وما يتعلق بجزئيات الأمور الصغيرة التي قد لا يوجد فائدة مرجوّة أو مستفادة  منها.

  • قيل أن معنى لهو الحديث يعنى كل ما يشغل الفكر والقلب عن ذكره سبحانه وتعالى.
    • فقد جاء تفسير بعض العلماء على أنهم يرون أن معنى لهو الحديث يقصد به  كل شيء ينشغل به الناس والعباد عن ذكر الله تعالى.
    • حيث ينشغلون عن تسبيحه وطاعته وتحميده وأداء الطاعات لله سبحانه وتعالى.
  • وقيل معنى لهو الحديث كما ذكر بعض المفسرين هو الخوض في أمور الباطل واللهي عن كل الأمور المهمة.
    • وذلك مثل التفكير والحديث والانشغال بتلك الأحاديث الموضوعة أو بالأساطير.
  • وقيل أن لهو الحديث يعني كل كلام ماعدا كلام الله سبحانه وتعالى.
    • حيث يفسر  بعض العلماء هذا المعنى على أنه كل كلام يقال سواء مفيد أو غير ذلك سوى كلام الله تعالى أو ما يخص كلام النبي محمد صلّى الله عليه وسلم أو ما يخص سير الصالحين فغير هذا يعد من لهو الحديث.
  • وقيل أن لهو الحديث يعني كل شيء يلهي العبد عن ذكر الله تعالى.
    • فيذكر بعض علماء التفسير أن لفظ لهو الحديث يعني كل شيء يشغل العبد ويبعده ويصده عن خالقه سبحانه وتعالى.
    • وذلك سواء كان هذا الأمر غناء أو كلام بلا فائدة أو تسالي وغير ذلك.
  • وقيل أيضاً أن لفظ لهو الحديث يعني الغناء وهو ما قاله الصحابي الجليل الرفيع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
    • حيث روي عنه أنه سئل في الآية ومن الناس من يشتري: ما هو لهو الحديث؟ فكان جوابه : أنه الغناء.
  • وقال الإمام الفقيه المفسر إبراهيم النخعي والحسن البصريّ وبعض من الفقهاء أيضاً أن المقصود بلهو الحديث هو الغناء.

سبب نزول الآية التي ذكر فيها لهو الحديث

قد  ذهب العلماء أن سبب نزول هذه الآية  (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هزُوًا ۚ أولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مهِينٌ) إلى قولين إثنين، هما:

 القول الأول

إن الآية الكريمة قد نزلت في أحد الرجال من قوم قريش يدعى النّضر بن الحارث وكان يخرج كثيراً في التجارة متجه لبلاد فارس فيسمع ويعرف أخبار الأعاجم ثم يشتري كتبهم.

ومن ثمّ يعود مرة أخرى إلى قريش ثم يمضي يحدثهم بهذه الكتب ويرويها لهم ويقص عليهم أخبارهم ويقول: (إنّ النبي محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- يحدّثكم حديث قوم عاد وثمود، ولكن أنا من أحدّثكم حديث مثيراً عن رستم وإسفنديار، وأيضا أخبار الأكاسرة)، فكان الناس يستمعون لحديثه  ثم يتركون القرآن الكريم ولا يستمعون له.

القول الثاني

إن هذه الآية قد نزلت في أحد رجال قريش، وكان الرجل قد قام بشراء جارية ذات صوت عذب لتغنى له.

وبسبب هذا كان الناس يستمعون وينشغلون بالغناء وبلهوها ويقعدون عن سماع آيات القرآن الكريم.

اقرأ أيضًا: دعاء يغفر الذنوب قبل النوم

موقف الدين الإسلامي من اللهو

ومن الناس من يشتري: ما هو لهو الحديث؟ بعد التعرف على إجابة هذا السؤال.

وسبب نزول الآية الكريمة لابد أن نتطرق الآن إلى موقف الدين الإسلامي في لهو.

حيث يقوم الدين الإسلامي  بتقويم كل فعل وقول يقوم به المسلم.

وعلى ذلك يترتب الأحكام الشرعية فمنها من يحمل الأجر والثواب أو الإثم.

وهذا تصديقاً لقول الله تعالى (وَيَقولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)، فيجب على المسلم الحرص على كل ما يصدر منه وتجنب ما نهى عنه الله تعالى، وقد قال  بعض علماء المسلمين أن اللهو إن لم يكن يرافقه أي ذنب أو مانع ديني وشرعي فهو مباح.

كما قال البعض منهم أن اللهو شيء مطلوب لتقوية البدن على أداء العبادات لله تعالى.

وذلك منطلق من الشمولية التي يتصف بها الدين الإسلامي التي تقوم في الأساس على اهتمام الدين الإسلامي بالإنسان وعقله وروحه وبدنه.

تفسير قوله تعالى: لهو الحديث

 

هل كل لهو يصد عن ذكر الله محرم؟

قال بعض علماء المسلمين أن كل لهو يصد عبادة الله محرم شرعاً وذلك استنادًا إلى قوله تعالى في سورة لقمان “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هزُوًا ۚ أولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مّهِينٌ” وفي هذه الآية تفسير واضح إلى أن كل لهو يصد عن ذكر الله تعالى فهو محرم وأن من ينشغل بهذا اللهو ينتظره عذاب أليم.

كما قال الله تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ همُ الْخَاسِرُونَ” وهو توضيح آخر إلى أن كل لهو يصد الإنسان عن عبادة الله تعالى يقابله عقاب وخسران عظيم.

السابق
تفسير قوله تعالي: فويل للقاسية قلوبهم
التالي
كيف تعلم الانسان دفن الموتى

اترك تعليقاً