تفسير قوله تعالى: ان اكرمكم عند الله اتقاكم

تفسير قوله تعالى: ان اكرمكم عند الله اتقاكم

تفسير قوله تعالى: ان اكرمكم عند الله اتقاكم

تفسير قوله تعالى: ان اكرمكم عند الله اتقاكم … الأصل أن الناس لا تفاضل بينهم؛ لأنهم من أب واحد وأم واحدة ولكن الله فاضل بينهم بالتقوى، والتقوى هي التي يكون لها الأثر بعد ذلك في تزكية النفوس وحسن الخلق

 

وردت الآية الكريمة (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) في سورة الحجرات
وهي إحدى السور التي نزلت في المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية
وتأتي في الترتيب التاسع والأربعين بالمصحف، أما عن عدد الآيات فتبلغ 18 آية
وقد سميت السورة بالحجرات لأنها تضمنت ذكر الحجرات والتي تعني بيوت نساء النبي صلى الله عليه وسلم

  • قال الله تعالى في الآية الثالثة عشر من سورة الحجرات
    (يَا أَيّهَا النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكم مِّن ذَكَرٍ وَأنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شعوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، وتشير الآية في بدايتها إلى أن الله خلق عباده من ذكر وأنثى أي من آدم وحواء منقسمين إلى شعوب وقبائل ليتعارفوا.
  • كما أن العبد الأتقى هو الأكرم عند الله، فليس الأكرم عند الله بالحسب والنسب.
  • والتقوى تعني التقرب إلى الله بأداء العبادات والفروض التي أمر بها، وتجنب فعل الذنوب والمعاصي التي نهى عنها.
  • كما أنه لا يوجد تمييز بين العباد إلا بالتقوى والتي تعد ميزان التمايز بينهم، إذ أن العرب كانوا يميزون بعضهم البعض في الأنساب والعشائر.

تفسير ابن عثيمين للآية الثالثة عشر

  • (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) مخاطبة للجميع سواء المؤمنين أو الكافرين.
  • (إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى) أي أن جميع الناس مخلوقون من آدم وحواء.
  • (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا) أي أن جميع الناس خلقوا شعوبًا أي أصول القبائل إلى جانب القبائل.
  • (لِتَعَارَفُوا) أي أن الله خلق الناس شعوبًا وقبائل حتى لا يتفاخروا بالأحساب والأنساب.
  • (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) أي أن كرم الإنسان بتقواه وليس بحسبه أو نسبه، فلا يوجد تفاضل أو تمييز بين العباد إلا بالتقوى.

أسباب نزول الآية (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)

  • أشار العلماء إلى أن السبب في نزول هذه الآية أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بلال بن رباح بأن يؤذن بعد فتح مكة ولكن لم يتقبل بعض الصحابة ذلك لكونه أسود، إذ قال عتاب بن أسيد:”الحمد لله الذي قبض أبي ولم ير هذا اليوم”، كما قال الحارث بن هشام:”أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذناً؟” فنزلت الآية للإشارة إلى أنه لا يوجد فرق بين العباد إلا بالتقوى.
  • كما قيل أن الآية الكريمة نزلت بسبب ثابت بن قيس الذي كان يعار بأمه، وقد روى ابن عباس رضي الله عنه ذلك حيث
    قال:”نزلت في ثابت بن قيس؛ وقوله للرجل الذي لم يفسح له: ابن فلانة، يعيره بأمه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
    من الذاكر فلانة؟ فقال ثابت: أنا يا نبي الله، فقال: “انظر في وجوه القوم، فنظر، فقال عليه الصلاة والسلام: ما رأيت يا ثابت؟
    قال: رأيت أبيض وأحمر وأسود، قال عليه الصلاة والسلام: فإنك لا تفضلهم إلا في الدين والتقوى”.
السابق
ما تفسير مقنعي رؤوسهم
التالي
ماذا تعني الاحكام الشرعية والفقهية

اترك تعليقاً