تفسير سورة النجم وأسباب نزولها

تفسير سورة النجم وأسباب نزولها

تفسير سورة النجم وأسباب نزولها

تفسير سورة النجم وأسباب نزولها … نزلت هذه السورة بعد هجرة المسلمون الأولى للحبشة في العام الخامس من بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، وسميت بهذا الاسم، بسبب بدايتها

 

قصة سورة النجم:


ومن فضائل سورة النجم أنها بدأت بقسم من الله عز وجل، وقد يكون النجم المقصود في السورة هو نجم الشعرى، وذكر الشعرى في الآية التاسعة والأربعين من السورة في قوله تعالى “وأنه هو رب الشعرى” ، وكان هذا النجم له مكانة عظيمة في العالم القديم وكان قدماء المصريين يوقتون فيضان النيل بعبور الشعرى ويرصدونه ويرقبون حركاته، وكان له استخدامات أخرى في أساطير الفرس وأساطير العرب، وكان البعض يعبدونه من دون الله عز وجل.
فأقسم عز وجل بالنجم إذا سقط، فهو مهما كان عظيمًا فإنه يهوي ويسقط، ولا يجوز أن يكون النجم معبودًا، لأن المولى عز وجل ثابت مرتفع دائم لا يتغير، ولله عز وجل أن يقسم بما شاء من خلقه، وليس لخلقه أن يقسموا إلا به عز وجل.
وقد روى عن الإمام الصادق أن سورة النجم عندما أنزلت على النبي عليه الصلاة والسلام، وكان قد زوج ابنته أم كلثوم من عتيبة بن أبي لهب، فجاء عتيبة إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وتفل في وجهه وقال له طلقت أم كلثوم وكفرت بالنجم وبرب النجم، فدعا صلى الله عليه وسلم عليه، وقال ” اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك، وقد كان أبو طالب حاضرًا فقال لعتيبة ما أغناك عن دعوة بن أخي.
وكان عتيبة ذاهبًا في رحلة للشام، فنزل في بعض الطريق فسمعوا صوت الأسد، فقال عتيبة يا ويل أمي هو والله أكلي كما دعا محمد علي، فقال لأصحابه أنيموني بينكم، فجاء أسد فخطفه وهو نائم من بين أصحابه.
وفد وردت قصة الإسراء والمعراج في سورة النجم  حيث يقول عز وجل في الآية الكريمة ”
علمه شديد القوى، ذي مرة فاستوى وهو في الأفق الأعلى”
وقد ورد في تفسير الآية الكريمة أن شديد القوى هو جبريل قد علم النبي عليه الصلاة والسلام القرآن
وهو ملك ذو قوة مادية ومعنوية خارقة ، وقد استوى على هيئته الحقيقة
بالأفق الأعلى أي بالسماء الدنيا حيث رآه النبي عليه الصلاة والسلام يسد الأفق بخلقه الهائل
وكان ذلك في بداية نزول الوحي، وقد نزل جبريل واقترب من النبي فكان قاب قوسين أو أدنى من النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا دليل على منتهى القرب، فأوحى جبريل عليه الصلاة والسلام بما نزل به.
تفسير سورة النجم وأسباب نزوله
أما القول الآخر الذي ورد في تفسير تلك الآية الكريمة هو أن الضمير في قوله تعالى” علمه”
يعود على النبي عليه الصلاة والسلام، وأن الذي علمه هو المولى عز وجل شديد القوى
ومحمد بالأفق الأعلى يعني في السماء السابعة ليلة الإسراء والمعراج.
ثم قرب محمدًا من ربه فزاد في القرب فكان أقرب ما يكون من ربه على بعد ما بين قوسين بل أقرب من ذلك، فأوحى الله إلى عبده محمد ما لا يمكن وصفه
وقد روي عن  الإمام الصادق إن محمدًا أقرب الخلق من الله عز وجل، وروي في تفسير “ثم دنا فتدلى”
أن النبي عليه الصلاة والسلام قد وصل لموضع فارقه فيه جبريل عليه السلام
فلما فارقه جبريل انقطعت الأصوات من حوله، فسمع كلام رب العالمين وهو يقول: ليهدأ روعك يا محمد، ادن ادن.
وروي أن أحد أصحاب النبي قد سأله قائلًا يا رسول الله هل رأيت ربك، قال صلى الله عليه وسلم” رأيته نورا”
وقد قال ابن عباس “في تفسير “ما كذب الفؤاد ما رأى” وقوله عز وجل “ولقد رآه نزلة أخرى”
أن النبي عليه الصلاة والسلام  قد رأى المولى عز وجل بفؤادي مرتين.
قصة سورة النجم وسجود المشركين:
وكان كفار قريش وهم عربًا يفهمون خطاب القرآن الكريم الذي أنزل بلسانًا عربي مبين
وعندما أنزلت الآيات الكريمة كانوا جالسين بين المسلمين يسمعون كلام الله
فأصبحوا كأن على رؤؤسهم الطير، وأخذ عليه الصلاة والسلام يرتل الآيات من سورة النجم
وهي تنزل على قلوبهم كالصواعق تهزهم هزًا، حتى بلغ النبي عليه الصلاة والسلام قول الله تعالى”
أفي فاسجدوا لله واعبدوا”  وكانت تلك الأية أول سجدة تنزل في القرآن الكريم
فخر النبي عليه الصلاة والسلام ساجدًا وسجد معه كل كفار قريش الذين كانوا يستمعون
إلا رجلًا واحد وهو أمية بن خلف وكان رجلًا متكبر فأخذ الرمال من الأرض وألقاها على جبهته، وقال هذا يكفي.
وتقول الروايات أن النبي عندما بلغ قول الله تعالى” أفرأيتم اللات والعزى”
أنه عندما وصل لقوله تعالى أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى قال بعدها”
تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجي”، والغرانيق تعني الآلهة وهي رواية كاذبة
لأن النبي عليه الصلاة والسلام سيد الموحدين لا يمكن أن ينطق بمثل هذا الكلام الذي فيه عظيمًا لآلهة الكفار.
وفي بعض الروايات تقول أن الشيطان قد خلط على النبي عليه الصلاة والسلام
وهذه الرواية أيضًا باطلة، لأن الله تعالى قد حفظ هذا الكتاب العظيم من أي تغيير
أو تحريف وقد عصم النبي عليه الصلاة والسلام في تبليغ القرآن الكريم.
وهناك رأى أخر للعلماء يقولون أن الشيطان هو الذي قال تلك الكلمة بصوت مرتفع
مثل صوت النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا أيضًا رأيًا باطل، لكن الحقيقة أن الكفار
قد سجدوا لله رغمًا عنهم تأثرًا بالقرآن، عندما أمرهم الله تعالى في قولهم، فاسجدوا لله واعبدون”.
ويقول بعض العلماء أن المشركين حين رجعوا لبيوتهم، وعوتبوا من المشركين الآخرين
لأنهم سجدوا لله عز وجل لما تلا علهم النبي عليه الصلاة والسلام، “فاسجدوا لله،”
فحاولوا أن يبرروا ما فعلوا بكذبهم وادعائهم أنهم سمعوا الحديث المكذوب.
السابق
القاء سيدنا موسى في اليم
التالي
ما اسم والد سيدنا إبراهيم

اترك تعليقاً