تفسير سورة الانسان

تفسير سورة الانسان … هي سورة مدنية لأنها نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام بعد هجرته على المدينة المنورة، وتعد سورة رقم ستة وسبعون في القرآن الكريم، وعدد آياتها بالكامل واحد وثلاثون آية

ترصد سورة الإنسان الكثير فيما يتعلق بالحياة الآخرة، وتتحدث أيضًاً عن جنات النعيم التي تنتظر المؤمن والمتقرب إلى الله، ونجد مضمون سورة الإنسان يسلط الضوء على بعض الامور منها:

• تبين السورة قدرة الله عز وجل في خلق الإنسان وتوضيح مراحل تطوره منذ أن كان في رحم امه لتصل بنا الآية للحكمة من خلق الإنسان.

  • بهذا الشكل ليكون مهيأً لعبادة الله كما أمر بها وهذا في قوله تعالى “إنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاه سَمِيعًا بَصِيرًا (2).

  • إِنَّا هَدَيْنَاه السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفورًا” وفي قوله “إِنَّا نَحْن نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقرْآنَ تَنْزِيلًا (23).

  • فَاصْبِرْ لِحكْمِ رَبِّكَ وَلَا تطِعْ مِنْهمْ آثِمًا أَوْ كَفورًا (24).

  • وَاذْكرِ اسْمَ رَبِّكَ بكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَه وَسَبِّحْه لَيْلًا طَوِيلًا”.

• اعطت السورة إيضاحًا عن نعيم أهل الجنة وما يشعر به المسلم من سعادة يوم القيامة.

• تفاصيل عن أهل الجنة مثل الملبس والمسكن والمشرب وما يكون في خدمتهم وهذا في قوله تعالى ” وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12).

• مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16).

• وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18).

  • وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مخَلَّدونَ إِذَا رَأَيْتَهمْ حَسِبْتَهُمْ لؤْلؤًا مَنْثورًا (19).

  • وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20).

  • عَالِيَهمْ ثِيَاب سنْدسٍ خضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحلوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهمْ رَبهمْ شَرَابًا طَهورًا”.

• وفي ختام السورة اأشار الله سبحانه وتعالى أنها كانت تذكرة لمن يريد طريق الهداية ويتمتع بحسن الفكر.

  • وهذا في قوله تعالى “إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29).

  • وَمَا تَشَاءونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّه إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30).

  • يُدْخِلُ مَنْ يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهمْ عَذَابًا أَلِيمًا”.

سبب نزول سورة الإنسان

ورد سبب نزول السورة في حديث عن ابن عمر قال: “أتى رجل من الحبشة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأله.

فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: سل واستفهم فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة.

ثم قال أفرأيت إن آمنت بما آمنت به وعملت بما عملت به، إني لكائن معك في الجنة.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نعم، والذي نفسي بيده إنه ليضيء بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام.

ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من قال: لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله، ومن قال: سبحان الله وبحمده.

كتب له بها مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة، فقال الرجل: كيف نهلك بعد هذا يا رسول الله؟

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لأثقله فتقوم النعمة من نعم الله.

زفتكاد أن تستنفد ذلك كله إلا أن يتغمده الله برحمته، وفي هذا الوقت نزلت الآيات هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا” [٥] إلى قوله تعالى: “وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا”

فضل سورة الإنسان

تعددت فضائل تلاوة سورة الإنسان وفضائلها يراها المسلم في الدنيا والآخرة.

ونستطيع أن نتعرف على هذه الفضائل على لسان أفضل الأكرمين النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأهل العلم فيما يلي:

• فعن أبي جعفر عليه السّلام، قال: “من قرأ هل أتى على الإنسان في كلّ غداة خميس.
  • زوّجه اللّه من الحور العين ثمانمائة عذراء وأربعة آلاف ثيّب حوراء من الحور العين.
  • وكان مع النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.”(1)
• من كتاب خواص القرآن: روي عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال: “من قرأ هذه السورة كان جزاؤه على اللّه جنّة وحريرًا.
  • ومن أدمن قراءتها قويت نفسه الضعيفة، ومن كتبها وشرب ماءها نفعت وجع الفؤاد، وصحّ جسمه، وبرأ من مرضه.”(2)
• وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: “من قرأها أجزاه اللّه الجنّة.
  • وما تهوى نفسه على كلّ الأمور، ومن كتبها في إناء وشرب ماءها نفعت شرّ وجع الفؤاد، ونفع بها الجسد».
• قال الصادق عليه السّلام: «قراءتها تقوّي النفس وتشدّ العصب.
  • وتسكّن القلق وإن ضعف في قراءتها، كتبت ومحيت وشرب ماؤها، منعت من ضعف النفس ويزول عنه بإذن اللّه تعالى.”
• وعن علي بن عمر العطار قال: دخلت على أبي الحسن العسكري عليه السّلام يوم الثلاثاء.
  • فقال: لم أرك أمس قلت: كرهت الحركة في يوم الاثنين.
  • قال: يا علي من أحب أن يقيه اللّه شر يوم الاثنين فليقرأ في‏ أول ركعة من صلاة الغداة.
  • {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان: 1] ‏ ثم قرأ أبو الحسن عليه السّلام: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 11].

فضل سورة الإنسان كاملة للأطفال

من كل ما سبق توضيحه عن سورة الإنسان نستطيع أن نرى أهمية تلاوتها وتفسيرها للأطفال لما لها من قيم كبيرة ولمميزات السورة عن غيرها ومنها:

• تعتبر سورة قصيرة.
• سهولة فهم الآيات وتفسيرها.
• وسهولة حفظها بالنسبة للأطفال.
• سهولة استيعاب المعاني والقيم التي تشملها السورة.
• تحث السورة على الصلاة والتقرب إلى الله وهي معاني مطلوبة تعليمها للأطفال.
• وتعاليم هذه السورة تجدها مفيدة وترسخ قيم وأساسيات يحتاجها الطفل منذ الصغر.
  • وأوقات لا يستطيع الآباء والأمهات الوصول إلى نتيجة مع الأطفال بالتوجيه.
  • والمناقشات وكلام الله سبحانه وتعالى خير بديل لذلك.
  • وسورة الإنسان من السور السهلة التي تصل قيمها لقارئها ببساطة.
  • وتعليم الأطفال فضائلها يشجعهم أكثر على قراءتها وحفظها.
• وهذا لا يخص سورة الإنسان فقط ولكن تعليم الاطفال القرآن الكريم تلاوته وحفظه منذ الصغر يشكل فارقًا كبيرًا عليهم عند الكبر.
  • ويمكنك عزيزي القارئ ملاحظة ذلك على الناس المحيطين بك ستشعر مع من تعلم القرآن الكريم منذ الصغر أنه على قدر كبير من الثقافة والعلم متسع الصدر.
  • هكذا متقبل للأمور وعلى قدر كبير من الاستيعاب، نصائحه يعتد بها.
  • يربط حكمه على الأمور بقراءاته لتعاليم القرآن الكريم.
  • على قدر كبير من الوعي وصفات أخرى تجعلك تتمسك بتعليم وتحفيظ طفلك آيات القرءان الكريم.