تفسير الاية (فإذا برق البصر وخسف القمر)

تفسير الاية (فإذا برق البصر وخسف القمر) .. انزل الله القرآن الكريم آية للناس وعبرة وموعظة واعجاز لجميع البشر وكلما زادت الاكتشافات العلمية كلما زادت آيات الله في القرآن الكريم

ما هي الحقيقة العلمية التي تم إثباتها والتي ستؤدي إلى اختفاء القمر؟

تعبر هاتين الآيتين عن فزع الإنسان وجمود بصره وحيرته وكذلك عن خسف القمر واختفاء ضوءه جراء حدوث إحدى علامات نهاية الكون التي أصبحت حقيقة علمية وتم إثباتها في وقتنا الحالي وهي جمع الشمس والقمر معًا، حيث ثبت علميًا أن القمر -الذي يبعد عن الأرض حوالي 400 ألف كم- يبتعد عن الأرض بمعدل ثلاثة سنتميترات في السنة ومع استمرار ابتعاده عن الأرض سيصل إلى مرحلة يدخل فيها في نطاق جاذبية الشمس عندها سوف تبتلعه الشمس ويندمجان معًا ويصبحان كتلة واحدة، قال تعالى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ}.

وهذا هو بداية تدمير الكون الذي يتزامن مع يوم القيامة ولكن وقت حدوث هذا الأمر في علم الله لأن الآخرة لها سننها وقوانينها الخاصة التي تختلف عن سنن الدنيا وهذه النبوءة العلمية مبنية على استقراءات كونية وحسابات فلكية دقيقة وهي دليل على أن هذا الكتاب العظيم هو كلام الله خالق الأكوان ودليل أيضًا على صدق رسالة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي وصفه الله -عز وجل- في قوله: {وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى}، وأمام هذا المشهد العظيم سيصاب بصر الإنسان بالجمود وهو المقصود ببرق البصر وكذلك فإن نور القمر سيخسف تدريجيًا فكلما ابتعد القمر عنا كلما اختفى ضوءه تدريجيًا إلى أن تبتلعه الشمس ويختفي نهائيًا وهو المقصود بخسف القمر، وهذا هو قول القائلين بالإعجاز العلمي.

تفسير قوله: فإذا برق البصر وخسف القمر

ابن كثير

• قوله: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ}.

قرأ ابن العلاء: {بَرِقَ} بكسر الراء أي حَارَ، وهذا يشبه قوله تعالى: {لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ}، بل يتلفتون من الفزع يمنة ويسرة، ولا يستقر بصرهم على شيء من شدة الرعب، وقرأ آخرون: {بَرَقَ} بفتح الراء، وهو قريب من المعنى الأول والمقصود أن الأبصار يوم القيامة سوف تنبهر وتخشع وتخر وتذل من شدة الأهوال ومن عظم ما تشاهده من الحوادث.

• قوله: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ}.

أي ذهب ضوءه.

الطبري

• قوله: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ}.

اختلف القرّاء في قراءة ذلك: فقرأه بعضهم {فإذَا بَرَقَ} بفتح الراء، بمعنى شَخُص، وفُتِح عند الموت، وقرأه آخرون {بَرِقَ} بكسر الراء، بمعنى: فزع وشقّ وأولى القراءتين عندنا بالصواب هي القراءة بكسر الراء {فَإِذَا بَرِقَ}، بمعنى: فزع فشُق وفُتح من شدة أهوال قيام الساعة وفزع الموت.

أما أهل التأويل فقد قال ابن عباس قوله: {بَرِقَ الْبَصَرُ} يعني ببرق البصر: الموت، وبروق البصر: هي الساعة وقال مجاهد، قوله: {بَرِقَ الْبَصَرُ}، قال: عند الموت، وقال قتادة، قوله: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} أي شخص البصر.

• قوله: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ}.

أي ذهب ضوء القمر وقد قال قتادة {وَخَسَفَ الْقَمَرُ}،ذهب ضوءه فلا ضوء له