تفسير أواخر سورة البقرة

تفسير أواخر سورة البقرة

تفسير أواخر سورة البقرة

تفسير أواخر سورة البقرة … يحرص العبد على تدبر سور القرآن وآياتها فهو فيه من الفضائل الكثير، ولأواخر سورة البقرة فضائل عديدة تعود على المسلم بالخير، ويجدر على العبد تعليمها لأطفاله

قصة وردت في أواخر سورة البقرة من ٥ أحرف

  • ذكر القرآن الكريم العديد من القصص القديمة، ومن القصص التي قصها الله تعالى على أمة محمد عليه السلام قصة ثمود، وعاد، فرعون، وبني إسرائيل.
  • ومن القصص التي سنتناولها اليوم هي قصة جالوت، وقد ذكرت قصته كاملة في سورة البقرة، وكان نزولها قبل غزوة بدر.
  • فكان لها أثر عظيم في نفوس المسلمين، ودورا كبيرا في إعدادهم لمواجهة الكافرين وأخذ الخبرة من الذين سبقنهم، وفي هذا المقال سوف نتعرف على أحداث قصة جالوت وما ترتب عليها من نتائج.

من هو جالوت

  • جالوت هو ملك طاغ، كافرا، ظالما، شديد البطش، ومحاربا وأحد شخصيات بني إسرائيل قديما، اقترن ذكره بذكر طالوت وداود.
  • اشتهر جالوت بالحرب التي قامت بينه وبين نبي الله داود عليه السلام ملك إسرائيل المستقبلي كما ذكر في القرآن الكريم.

 

من هم بني إسرائيل

  • بني إسرائيل هو لفظ يطلق على نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وذريته الذين كانوا في عصر الأنبياء والرسل.
  • تكرار قصصهم في القرآن الكريم مواعظ عديدة وأهمها، أن الله فضلهم على العالمين ولكنهم فرطوا في ذلك فغضب الله عليهم وأنزل عليهم القردة والخنازير.
  • ومن أهم ما ورثوه من أجدادهم التابوت بقية مما ترك آل موسى وهارون عليها السلام من ثياب وعصا موسى عليهما السلام، حيث كان للتابوت شأن كبير عندهم، في وقت اشتباكهم مع أعدائهم كانوا يقدمون التابوت بين جيوشهم، لينشر لهم الأمان والسكينة، ويبعث الخوف في نفوس أعدائهم، ولكنهم ابتعدوا عن طاعة الله وضلوا عن الحق فسلط عليهم الله أقواما آخرين قتلوهم واستولوا على التوراة والتابوت، وكان ذلك سببا في انكسارهم وضعفهم.

تفسير أواخر سورة البقرة

تنصيبُ طالوتَ ملكاً

  • طلب بني إسرائيل من نبيهم أن يعزز نبوته فقالو له: نريد ملكا يجمعنا لنقاتل في سبيل الله ونسترجع أرضنا ومجدنا.
  • فقال لهم: هل إن كان معكم ملكا وكتب عليكم القتال ستقاتلون وتوفوا بعهدكم؟
  • قالوا: ومالنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وساء حالنا؟
  • فقال لهم: فقد اختار الله لكم طالوت ملكا عليكم.
  • فأنكروا عليه وقالوا: كيف يكون ملك علينا وهو فقير ولا يملك نسب الملوك؟
  • فقال لهم: هو من عند الله فضله الله عليكم بقوة جسمه وبحكمته وعلمه وهذا اختيار الله لكم.
  • قالوا: إذا نريد دليل على ملكه؟
  • قال لهم: أن تأتي الملائكة بالتابوت الذي فقدوه، فاتت به الملائكة تحمله لهم، فوافق الجميع على ملكهم مجبورين، وبهذا أصبح طالوت ملكا يتبعه جيشه.

حرب طالوت وجالوت

جهز طالوت جيشه وجمع ثمانين ألفا رجلا تقريبا وذهب ليلتقي بأعدائه ويقاتل جالوت ملك العماليق.

  • وأثناء سيره قال لجيشه قال تعالى:( إنَّ اللَّهَ مبتلييكم بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ) أي أن الله سيبتليهم بنهر اسمه نهر الأردن ليختبر مدى صبرهم فمن شرب منه حتى ارتوى فإنه ليس من جيشه ولن يقاتل معه، ومن شرب منه لمجرد التذوق نجح في ابتلاء ربه وسيكمل معه الحرب.
  • فلما وصل بجيشه إلى النهر كان العطش قد أصابهم فلم يستطيعوا أن يمنعوا أنفسهم من شرب ماء النهر.
  • وخالفوا أمر طالوت فأمرهم بالعودة إلى بيت المقدس، فلم يبقى مع طالوت سوي عدد ثلاثمائة مقاتل وبضع عشرات منهم، وعندما وصلوا إلى مكان الحرب وكان هذا الاختبار الثاني فلما رأوا أعداد جيش جالوت أصابهم الخوف والقلق.
  • قالت طائفة منهم لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده فرجع أكثر الجيش بسبب الخوف الذي أصابهم.
  • أما الطائفة الأخرى فقالت كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله وتابع من آمنوا بالله وطلبوا منه المساعدة وأن يرزقهم الصبر، ويثبت أقدامهم حتى لا يتركوا أرض المعركة ويفروا، وينصرهم على الكافرين.
  • قال تعالى (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).

 

قتل داود لجالوت

  • في وقت الحرب تقدم جالوت عن صفوف جيشه وطلب المبارزة من جيش طالوت ولكن لم يخرج أحد غير شاب صغير يدعى داود، فطلب ذلك مرة أخرى وأيضا لم يخرج أحد غير داود، لعلمهم بقوة جالوت وشدته.
  • فتدخل الملك الصالح طالوت وقال لجيشه من يقوم بمبارزة جالوت
    ويقتله سيشاركني ملكي سأزوجه ابنتي، وجعلته قائدا للجيش.
  • فخرج داود أيضا فقال جالوت كيف لشاب صغير أن يقاتلني واستهزأ به، فقد كان داود شاب فقير الحال صغير السن، مما جعل الجيش في حالة استغراب فكيف له أن يقتل جالوت وهو صغير السن.
  • فرغب داود أن يقاتل جالوت ليتخلص الناس من ظلمه وقهره
    وحبا في الجهاد في سبيل الله وليس رغبة في الجاه والمال كما قال طالوت
    فقد رزقه الله بمعجزات بالرغم من صغر سنه كتسبيح الجبال والتسديد بمقلاعه.
  • فقام برمي جالوت بمقلاعه في رأسه، فوقع قتيلا، فقد قتله داود معتمدا على قوة إيمانه وثقته بالله.
    • وأخذ يستخدم مقلاعه يقتل كل من أصابه، حتى هزم جيش جالوت وانتهت الحرب بانتصار جيش طالوت وهزيمة جيش جالوت.
    • وأوفي طالوت بعهده فزوجه ابنته، وأصبح قائدا للجيش، ومن ثم ملكا لبني إسرائيل وبعد ذلك أتاه الله الحكمة والنبوة.

الدروس المستفادة من قصة طالوت وجالوت

قصة وردت في أواخر سورة البقرة من ٥ أحرف وهي قصة جالوت
فقد ذكرت تفاصيل القصة كاملة في سورة البقرة فقط بداية من حال بني إسرائيل
ومن ثم اختيار الملك طالوت حتى الخروج للحرب وأخيرا النصر بقتل داود جالوت، وهناك دروس عظيمة من قصة طالوت وجالوت منها:

  • لكل ظالم نهاية فعلينا مواجهة الظلم.
  • الثقة بالله عز وجل مع الأخذ بالأسباب.
  • المال والجاه ليس لهم علاقة بالقوة، وأن العلم والإيمان والثقة بالله هما أساس قوة الإنسان.
  • أهم سبب للثبات والنصر هو التضرع لله بالدعاء والإلحاح فيه.
  • يهب الله الخير والملك لمن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء.
  • على المسلم الصبر عند الشدائد والرضا بقضاء الله وقدره.
  • هناك تشابه كبير بين معركة جالوت وطالوت وبين معركة بدر التي كانت بين المسلمين والكفار.
السابق
تفسير سورة القلم
التالي
العفاف ليس سببًا تأخّر زواجها

اترك تعليقاً