تحقق وعد الله بعودة موسى عليه السلام الى امه

تحقق وعد الله بعودة موسى عليه السلام الى امه

تحقق وعد الله بعودة موسى عليه السلام الى امه

تحقق وعد الله بعودة موسى عليه السلام الى امهتحقق وعد الله بعودة موسى عليه السلام الى امه

نعم فقد عاد موسى عليه السلام إلى حضن أمه .

أمر الله سبحانه وتعالى أم موسى بأن تلقيه في اليم، ووعدها بأن يرده إليها، وتحقق وعد الله بعودة موسى عليه السلام الى امه، وكان في عودته إلى أمه درسًا هامًا في التربية، حيث أراد سبحانه، وتعالى أن يعود موسى لحضن أمه، ويتربى في كنفها، لأنها أمًأ صالحة أمينة على تربيته، ونشأته نشأة سليمة، ولطفًا بها، وبقلبها كأم، كما أن رجوعه لأمه كان سببًأ أن يتربى مع إخوته، لينال من عطفهم، ويأمن بقربهم.

قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)، وقد كان ذلك أمر الله تعالى إلى الأم الصابرة أم موسى عليه السلام، ثم قال تعالى: (فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا)، أطاعت وصبرت، وكان قضاء الله سبحانه وتعالى أن يلتقطه أعداؤه ليكون لهم حسرة، وحزنًا.

فقد كان لله حكمة بالغة أن يربي نبيه فرعون الذي كان يقتل الأطفال في ذلك الحين، وقد كان وعد الله لأم موسى بأن يرده إليها، وأن يجعله من المرسلين، فما كان بعد ذلك أن حرَّم الله عليه المراضع، ولم يقبل أن يرضع إلا من ثدي أمه، قال تعالى: (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)، وكان وعد الله حقا.

ظهرت حكمته سبحانه وتعالى في حماية موسى عن طريق وضعه في بيت عدوه، ورده إلى أمه لترضعه عيانًا بيانًا دون أن تخاف عليه من الذبح، وازداد إيمان أم موسى بعد تحقق وعد الله، وفهمت حكمته، يقول تعالى في كتابه العزيز: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)، فقد كرهت أم موسى أن يقع في يدِ فرعون، ولم تتصور أن نجاته ستكون في وقوعه تحت رحمة فرعون، وفي بيته، وكنفه، فقد جعل الله سبحانه وتعالى الخير فيما كرهت.[1][2]

نوع الوحي الذي أوحاه الله تعالى لأم موسى عليه السلام

  • إلهام.
  • رؤيا.
  • كلام جبريل.

اختلف المفسرون على نوع الوحي الذي أوحاه الله تعالى لأم موسى عليه السلام كي تُلقيه في اليم، وهناك ثلاثة أقوال في ذلك:

القول المشهور من بين الأقوال الثلاثة أنه إلهام، وهو قول ابن عباس، وقتادة، قال ابن الجوزي في (زاد المسير): (في قوله تعالى: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أنَّه إِلهام، قاله ابن عباس، والثاني: أنَّ جبريل أتاها بذلك، قاله مقاتل، والثالث: أنَّه كان رؤيا منام، حكاه الماوردي).

ويرى السيوطي أنه إلهامًا، فيقول في (الدر المنثور):

(أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله:

وأوحينا إلى أم موسى يقول: ألهمناها الذي صنعت بموسى)،

وقال قتادة في قوله وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه:

(وحي جاءها عن الله قذف في قلبها وليس بوحي نبوة فإذا خفت عليه فألقيه في اليم قال:

(فجعلته في تابوت فقذفته في البحر).

والإلهام هو أن يقذف الله في قلب العبد علمًا يقينيًا، لا يشوبه شك،

فيتصرف على أساسه حتى وإن كان في ذلك مخاطرة، كما فعلت أم موسى عليه السلام،

قُذف في قلبها علمًا يقينيًا بأن هذا الأمر، والوعد من الله سبحانه وتعالى

، وتصرفت على أساسه، رغم خوفها على وليدها.

قال الطاهر بن عاشور رحمه الله: (والوحي هنا وحي إلهام يوجد عنده من انشراح الصدر ما يحقق عندها أنه خاطر من الواردات الإلهية، فإن الإلهام الصادق يعرض للصالحين، فيوقع في نفوسهم يقيناً ينبعثون به إلى عمل ما ألهموا إليه، وقد يكون هذا الوحي برؤيا صادقة رأتها)، وقد جمع الطاهر بين القولين: القول القائل بأنه رؤيا، والقول القائل بأنه إلهام، وقال أنه قد يحدث أن يكون الوحي الذي خاطب أم موسى عليه السلام عن طريق إلهامًا في رؤيا صادقة.

أما عن القول بأنه عن طريق جبريل، فهو  طريق غير مستبعد، قد يكون الوحي الذي أنزل على أم موسى كان عن طريق جبريل عليه السلام، ولا يلزم أن ينزل جبريل بالوحي على الأنبياء فقط.[3]

كم كان عمر موسى حين ألقته أمه في اليم

لا يُعلم عمره بالتحديد، ولكنه كان رضيعًا لقوله تعالى:

(أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين).

يقول الإمام الطبري في تفسيره عن عمر نبي الله موسى حينما ألقته

أمه في اليم: (واختلف أهل التأويل في الحال التي أمرت أم موسى

أن تلقي موسى في اليم، فقال بعضهم: أمرت أن تلقيه في اليم

بعد ميلاده بأربعة أشهر، وذلك حال طلبه من الرضاع أكثر مما

يطلب الصبي بعد حال سقوطه من بطن أمه، وقال آخرون: بل أمرت أن تلقيه في اليم بعد ولادها إياه وبعد إرضاعها)

ثم أدلى الإمام بدلوه في المسألة، فقال رحمه الله: (وأولى قول

قيل في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكر أمر أم موسى أن ترضعه،

فإذا خافت عليه من عدو الله فرعون وجنده أن تلقيه في اليم، وجائز

أن تكون خافتهم عليه بعد أشهر من ولادتها إياه، وأي ذلك كان

، فقد فعلت ما أوحى الله إليها فيه، ولا خبر قامت به حجة، ولا فطرة

في العقل لبيان أي ذلك كان من أي، فأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال كما قال جل ثناؤه).[4]

لا يخلف الله وعده

إن الله هو خالق كل شئ، وقادر على كل شئ، وإذا وعد، فإن وعده حق،

ومن ذلك ما وعد به الله تعالى أم موسى أن يرد لها ولدها بعد أن

تلقيه في اليم ويلتقته عدو الله وعدو موسى عليه السلام، وقد أن

رده إليها كما لم تكن لتأمل، دون أن يناله أي أذى، يقول تعالى:

(وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلً)، ويقول: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ)،

ويقول تعالى: (وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)، و(إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ)،

يؤكد الله سبحانه وتعالى في العديد من المواضع من كتابه العزيز أنه لا يخلف وعده، وذلك يشمل جميع الوعود التي

قطعها، وصدقها سبحانه وتعالى، وليس وعده لأم موسى فقط.

وعد الله المؤمنين بالنصر في حادثة فرعون وموسى فقال تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ)، وقد كان النصر من عنده سبحانه وتعالى، قال تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ)، وقد أصبر يوم النصر هو يوم الشكر عند اليهود، يعدونه عيدًا يحتفلون به كل عام.

وقد وردنا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ

هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ موسَى، قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ).[5]

 

السابق
أنواع النفس وتعريفها ومكوناتها
التالي
قصص معجزات الانبياء..قصة معجزة لوط عليه السلام

اترك تعليقاً