اهتمام الوحي بالأساس مُنْصَبٌّ على تهذيب الإنسان

اهتمام الوحي

اهتمام الوحي بالأساس

مُنْصَبٌّ على تهذيب الإنسان والرقي بالنفس البشرية

إلى مدارج الكمال اهتمام الوحي هؤلاء

هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات

وإن كانوا أحياء الأبدان

اهتمام الوحي

الهداية للإسلام.

اهتمام الوحي لا شك أن الإسلام تحصل به السعادة

في الدنيا والآخرة، فعلى قدر إسلام الوجه

والقلب والجوارح واللسان لله -تبارك وتعالى-

على قدر ما يحصل للعبد من الفلاح

لأن النبي علقه بذلك في قوله (قد أفلح من أسلم)

والحُكْم المُعَلَّق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه.


اهتمام الوحي ووجه كون الإسلام سبباً في الفلاح:

– أنه سبب لنجاة العبد من النار ودخوله الجنة، قال تعالى: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} (آل عمران: 185) ، ولن يقبل الله من أحدٍ ديناً غير الإسلام.
– أن الإسلام  أكمل الشرائع وأفضلها، وأعلاها وأجلها، فهو الدين الذي ارتضاه الله عز وجل لجميع البشر منذ أن خلق آدم إلى أن تقوم الساعة، وهو دين الأنبياء والمرسلين جميعًا.
– أنه دين الفطرة ، كما أنه حرر الإنسان من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد.

حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال

– أن من مقاصده الأساسية حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، ولا يمكن لإنسان أن يهنأ بعيش أو راحة في ظل انتقاص أو غياب واحد من هذه المقاصد. فماذا سيكون حال الانسان لو غاب او انتقص جُلُّ هذه المقاصد.
– أن ما شرعه من أحكام وعبادات وأخلاق هدفها تنظيم حياة الإنسان، وبث الراحة والطمأنينة والسعادة في نفسه، ولتجعل منه مخلوقاً مكرماً يعيش لهدف، ليس كل هَمَّه أن يأكل ويشرب ويتمتع كما تفعل الأنعام.

اهتمام الوحي الحياة النافعة

وبشكلٍ عام يمكن القول أنَّ الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله، وقد استفاض الإمام ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) في بيان ذلك عند تفسيره لقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ …} [الأنفال: 24]

فقال ما ملخصه :
فتضمنت هذه الآية أمورا أحدها:

أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله، فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له، وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرًا وباطنا، فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان، ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول، فإنَّ كل ما دعا إليه ففيه الحياة، فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة، وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول.


والإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة:

 

النوع الأول: حياة بدنه التي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضره.
النوع الثاني: حياة قلبه وروحه التي بها يميز بين الحق والباطل، والغَيّ والرشاد، والهوى والضلال.

 

جملة الأموات اهتمام الوحي

فكما أن الإنسان لا حياة له حتى ينفخ فيه الملك الذي هو رسول الله من روحه، فيصير حيًا بذلك النفخ، وإن كان قبل ذلك من جملة الأموات، فكذلك لا حياة لروحه وقلبه حتى ينفخ فيه الرسول البشري من الروح الذي أُلْقى إليه، كما قال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [النحل: 2] وقال: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [غافر: 15] ؛ فجعل وحيه روحًا ونورًا، فمن لم يُحيه بهذا الروح فهو ميت…([2]).

السابق
توضيح معالم ودعائم طريق السعادة والفلاح
التالي
اول مستشفى بني في الاسلام

اترك تعليقاً