الفرق بين الخلع وفسخ العقد

الفرق بين الخلع وفسخ العقد

 

الفرق بين الخلع وفسخ العقد

 

الفرق بين الخلع وفسخ العقد هو فرق من الناحية اللغوية والشرعية،

والنتيجة المترتبة على كلاهما انتهاء الزواج، فما هو المقصود بفسخ العقد والخلع،

وما هو الحكم الخاص بهما في الشريعة الإسلامية، والأحكام

والآثار المتعلقة بهما، دعونا نتعرف على إجابات هذه الأسئلة عبر السطور القادمة.

 

الفرق بين الخلع وفسخ العقد

يقول المولى عز وجل في كتابه الحكيم  “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، ولك لتوضيح أهمية الزواج وأنه سنة الله في خلقه، ولكن قد يكون هناك بعض الأسباب التي تؤدي لنهاية هذا الزواج لبعض الأسباب سواء بفسخ العقد أو الخلع.

 

والمقصود بالفسخ هو نقض لعقد الزواج بين الزوجين، أو حل لرباط الزوجية،

وذلك باعتبار عدم وجود الزواج من الأصل، ويتم عن طريق الحكم القضائي الشرعي،

وذلك نتيجة لوجود سبب يؤدي لهذا الفسخ، وبعد نظر القاضي في السبب

يقضي بالفسخ أو بعدم الفسخ تبعًا لجدية هذا السبب.

 

ولكن الخلع يكون عن طريق طلب الزوجة، أي أن تطلب الزوجة تطليقها من الزوج وذلك مقابل التنازل عن أي حق لها مثل المهر وما شابه، ويتم الخلع بعد قبول الطرفين، ويكن الفسخ يتم عن طريق حكم القاضي فقط، وذلك من أهم الفروق ما بين الخلع وفسخ العقد.[1]

 

شروط فسخ عقد الزواج في الإسلام

يُعد فسخ الزواج من الأمور المباحة في الدين الإسلامي ولكن بعد تحقق بعض الشروط وتتمثل فيما يلي:

  • وجود عيب في أحد الطرفين يسبب نفور الآخر.
  • عدم قدرة الزوج على توفير نفقات الحياة الزوجية للزوجة من مأكل وملبس ومشرب.
  • بطلان عقد الزواج من الأصل، كأن يكون بدون وجود شهود أو موافقة من ولي الزوجة.
  • أن يرتد كلا الزوجين أو واحد منهما عن الدين الإسلامي.
  • نقصان مهر الزوجة عن مثيلاتها.
  • عدم وجود كفاءة بين الزوج والزوجة.
  • يجوز الفسخ عند البلوغ، وذلك لبلوغ الزوج أو الزوجة ورغبته في فسخ عقد الزواج.
  • وجود مانع أو حرمة بين الزوجين كأن تكون الزوجة من محارم الزوج كأخته في الرضاع فيتم فسخ عقد الزواج في هذه الحالة.
  • إسلام الزوج وعدم إسلام زوجته، كأن تكون مشركة وليست من أهل الكتاب.
  • اللعان بين الزوج والزوجة يوجب التفريق بين الزوجين تبعًا للمذاهب الفقهية.
  • غياب الزوج لمدة طويلة.

الأحكام الشرعية الخاصة بفسخ العقد في الإسلام

يُعتبر فسخ عقد الزواج من الأمور المبغوضة في الشريعة الإسلامية، ويجب أن يكون بسبب شرعي، ولا يكون هناك رجعة بعد الفسخ، فلا يمكن للزوج إرجاع الزوجة سوى بعقد جديد بعد موافقتها، لأن الرجعة مرتبطة بالطلاق وليست بالفسخ، مثل أن يقوم الزوج بإرجاع زوجه وهي في أشهر العدة عند الطلاق، ويمكنه إرجاع زوجته بعد نطق الطلقة الأولى أو الثانية بدون الحاجة لعقد جديد في حالة رضاها أو عدم رضاها.

 

ولا يتم حساب الفسخ من عدد الطلقات، فهو غير مرتبط بعدد الطلقات الثلاث، وذلك طبقًا للإمام الشافعي الذي قال (وكل فـسخٍ كان بين الـزوجين فلا يقع به طـلاق، لا واحدة ولا ما بعدها)، وتكون الزوجة ملتزمة بشهور العدة لو تم الفسخ عقب الدخول.

 

ومن الأحكام الأخرى الخاصة بالفسخ أنه لا يتوجب لها أي شيء من المهر قبل الدخول، على عكس الطلاق قبل الدخول فيترتب عليه حقها في نصف المهر المتفق عليه، ولو كان الفسخ بعد الدخول يكون لها المهر المتفق عليه لأنه ناتجًا عن نكاح صحيح، ولو تم الفسخ عن طريق الزوج أو الزوجة بدون معصية فيكون لها نفقة، ولو كان بسبب معصية مثل الردة يكون لها السكن دون نفقة.

 

الأحكام الشرعية الخاصة بالخلع في الإسلام

يترتب على الخلع عدد من الأحكام الشرعية التي تتمثل فيما يلي:

 

  • الطلاق البائن يمثل الخلع طلاقًا بائنًا، لأنه لو لم يكن كذلك يمكن للرجل الرجوع به، والمقصود من الخلع هو دفع الضرر عن الزوجة، لذلك فلو كان له حق إرجاعها ما تحقق المقصود من الخلع وهو إزالة الضرر عنها.
  • لا يكون الخلع باطلًا في حالة فساد بعض شروطه، فلو كان من شروط الخلع هو ترك الطفل عند الزوج فترة الحضانة يكون الخلع نافذًا في هذه الحالة حتى ولو بطل هذا الشرط.
  • يتم دفع بدل للخلع من الزوجة.
  • عند الحنفية تسقط ديون كلا الزوجين عند بعضهما عند نفاذ الخلع، ومنها النفقة الماضية وتكملة المهر، مع استمرار الديون العادية أي يتوجب دفعها، ولا تسقط نفقة العدة إلا في حالة اشتراط ذلك، ولكن عند المذاهب الأخرى فإن الخلع لا يُسقط الديون الزوجية، إلا لو تم اشتراط ذلك عند الخلع.
  • النزاع على ادعاء الخلع بين الزوج والزوجة يوجب تصديق الزوج لو ادعى عكس ما ادعته زوجته من وقوع الخلع، وذلك لأن الأصل يقتضي الإبقاء على الزواج.
  • من الجائز أخذ عوضًا في الخلع بشكل نقدي أو عيني.[2]

وفي النهاية نكون قد عرفنا الفرق بين الخلع وفسخ العقد حيث يعتبر الطلاق من أبغض الأمور عند الله سبحانه وتعالى ويعد فسخ العقد من الأشياء المبغضة لأنها تؤدي إلى الطلاق الذي يبغضه الله ونبيه الكريم.

السابق
كم كان عمر بنات الرسول عند وفاتهم
التالي
أهم تسهيل فهم وتفسير القرآن .. تفسير سورة التغابن عدد آياتها 18 ( آية 1-18 )

اترك تعليقاً