الفتن المذكورة في سورة الكهف

الفتن المذكورة في سورة الكهف

الفتن المذكورة في سورة الكهف

الفتن المذكورة في سورة الكهف … لقد ذكر الله عز وجل الكثير من القصص التي تتعلق بالانبياء والكفار ليتعلم منها المسلم ماحدث في الماضي، ويتعلم كيف يتعامل مع الوقت الحاضر

 

الفتنة الأولى هي فتنة الدين 

فتنة الدين هي أول فتنة تعرضت لها سورة الكهف بتفصيل حيث أن الإنسان المؤمن في الدنيا لن يسلم من البشر وأذاهم في دينه ومن كيد الشيطان وسيبقى الصراع الأبدي بين المؤمن المتمسك بدينه وبين من يريد من شياطين الأنس والجن أن يفتنوه عن الدين وهو ما بينه النبي في الأحاديث صلى الله عليه وسلم حيث شبه المؤمن المتمسك بعبادة ربه وتعاليمه بالشخص القابض على الجمر من شدة ما يتعرض له المؤمن من فتن واكدت ذلك أيضًا الآيات القرآنية التي ذكرت ما يتعرض له أهل الإيمان وبالأخص ما ذكر في سورة الكهف من أن من تمسك بدينه قد اضطهد للدرجة التي أجبرت المؤمنين أن يفروا بدينهم ويختبئون في الكهف خوفًا منى الرجم او إعادتهم إلى الكفر، وهو ما يجب على المسلم تعلمه أن من لا يأمن على دينه ممن حوله يجب أن يهاجر به ويفر وهو درس هام ومستفاد من الدروس المستفادة من سورة الكهف  .

الفتنة الثانية فتنة المال

المال هو من أشد الفتن على الأنسان إن لم يكن هو أشدها على الإطلاق لأن المال كما وصفه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم هو اكثر ما يحبه الإنسان وهي زينة الحياة الدنيا لذا فإن فتنة المال فتنة عظيمة قد يفتن بها غني وفقير لا فرق بينهم فقد يفتن الغني بغناه كما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف أن صاحب المال فتن بجناته للدرجة التي جعلته يرى أن ما هو فيه من نعم الله هو أمر مستحق له ولا يمكن أن يزول، وأيضًا قد تكون فتنة للفقير الذي قد يفتن بغنى غيره كما قال الضعفاء عن مال قارون، وفي سورة الكهف بيان لفتنة المال وعاقبة من يفتن بها وأن على المؤمن أن يعلم أن ما أتاه الله من خير ومال فهو من عند الله وليس دليلا على رضا الله عن هذا العبد وإلا لما رزق الله العصاة والكفار.

الفتنة الثالثة فتنة العلم

قد لا يتصور الإنسان أن هناك فتنة بالعلم ولكن سورة الكهف تبين أن هناك فتنة بالعلم كالمال والدين تمامًا فقد يفتن الإنسان بالعلم وينسى أن هذا العلم هو ما أتاه الله إياه وليس عن ميزة تميز بها عن غيره فعليه أن يتواضع بالعلم ولا يتجبر وأن يرد ما عنده من علم لله وحده، وقد كرم الله العلماء في القرآن الكريم بأكثر من موضع في القرآن منها ما ذكره الله عنهم من أنهم أكثر من يخشى الله ويخافه، ومن ذلك أيضآ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ولكل ذلك فإن مكانة العلماء والعلم معلومة وعظيمة في الإسلام لكن هذا لا يعني أن العالم لا ينسى أنه من رزق الله.

الفتنة الرابعة والأخيرة فتنة الجاه والقوة والسلطة

تعد فتنة القوة الجسدية وفتنة السلطة من أظهر الفتن التي يلمسها الناس في الوقت الحالي حيث أصبح لكل شخص من يستند عليه ويعتبره له عز ومناعة وينسى أن القوة لله جميعا وأن العظمة والسلطان له وحده لا ينازعه فيها أحد وتتعرض سورة الكهف لهذه الفتنة في قصتها الرابعة والتي تبين فضل أنى يكون القوي ذو السلطة شخص مؤمن تقي وعبد صالح لا يظلم ولا يستخدم نعم الله في التسلط على العباد وعلى الضعفاء.

قصص الفتن المذكورة في سورة الكهف

ذكر القرآن الكريم في سورة الكهف أربعة قصص شهيرة تشكل كل قصة منهم حقيقة فتنة من الفتن الأربعة السابق الحديث عنهم وفيما يلي تفصيل قصة كل فتنة منهم:

قصة فتنة الدين

تتناول قصة فتنة الدين قصة أصحاب الكهف وعن   تعريف سورة الكهف أنهم الذين حملت السورة اسم قصتهم وهي أيضًا أولى القصص فهي قصة مجموعة من الشباب آمنوا بالله وكفروا بما هو دون ذلك وخشوا من اضطهاد قومهم لهم أو محاولاتهم ردهم عن الحق مما جعلهم يهربون من البطش حتى قيل أن أمرهم رفع لملك يحكمهم فلم يجد معهم سبيل لذا لجأوا للكهف فرار بدينهم ولجأوا لله حتى يتغشاهم برحمته سبحانه وتعالى فكانت المعجزة أن بقوا في الكهف على وضعهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعة كما جاء في القرآن ثم قاموا مرة أخرى في آية من آيات الله سبحانه وتعالى في إثبات  أمر البعث بعد الموت ليجدهم الناس ويعرفونهم في دلالة واضحة على قدر وقيمة من يفر بدينه ولا يتزعزع بالفواجع أو بالمغريات.

قصة فتنة المال

وقصة فتنة المال تحكيها قصة صاحب الجنتين الذي كان يسير مع صاحبه
وكان الصديقان من الأغنياء ولكن كان أحدهما مؤمن ينفق ماله في مرضاة الله والثاني كافر اغتر بالمال الوفير
وبجمال جنته فنسي أنها من رزق الله له وقال فيها ما قال من كلام كفر بأنعم الله عليه
وأن جنته من رضا الله عنه وأنها باقية لا تزول لما رأى من خيرها ومن الأنهار التي تجري خلالها
ومن ثمارها فلما دخل جنته وهو ظالم لنفسه بكفرها رأى عظة الله له فأصبحت جنته خاوية على عروشها
حتى أنه أصبح يقلب كفيه على ما أنفقه عليها لتصبح على حالها ليعلم أن كل خير هو فيه
من فضل الله لا من فضله وعليه أن يفتقر لله ويرد الخير إليه. 

قصة فتنة العلم

القصة الثالثة لنبي الله موسى وكليمه حين سأل هل في الأرض من هو أعلم منه وكان عليه السلام لا يسألها إلا لعلمه أنه نبي الله ومن أولي العزم من الأنبياء وفي وقته لم يكن هناك من هو خير منه لذا ظن أنه أعلم خلق الله فشاء الله أن يعلمه أن العلم بحر واسع لا يشمله بشر لذا أرسله الله ليقابل عبده الصالح الخضر ليتعلم منه دروس كثيرة في عدة قصص متواليه حيث القصة الأولى التي يقابل فيها الرجل الصالح وموسى عليه السلام سفينة لضعفاء فيخرقها لعلم عنده ولكن موسى عليه السلام ينكر عليه الفعل.

ثم يقابل الغلام فيقتله الرجل الصالح فيتعجب موسى عليه السلام كيف لرجل صالح أن يقتل نفس لم تقترف شيئ، ثم يدخلان قرية يرفض اهلها إكرامهم كغرباء عنهم فيجد الرجل الصالح جدار يوشك أن يسقط فيقيمه ويبنيه
فيتعجب موسى من فعلته الخير بقوم سوء رفضوا ضيافتهم فينهي الرجل الصالح رحلته مع موسى
لما وجده منه من عدم صبر في تعلم الدروس ويحكي له عن أمر الثلاث قصص التي حدثت معهم.

في القصة الأولى خرق الرجل الصالح السفينة حفاظًا عليها من ملك يغتصب السفن
فلو وجد السفينة بها عيب لتركها لأصحابها ومن السهل عليهم بعدها إصلاحه
وأما الغلام فقد أطلع الله الرجل الصالح على مستقبله والذي كان مقدر له أن يكون عاصي وفاجر يرهق والديه
وأراد الله أن يبدلهم بغلام صالح، وأما القرية فكانت لغلامين يتيمين ترك لهم والدهم تحت هذا السور
الذي أوشك أن يسقط كنز لهما فكاد السور أن يسقط وينكشف الكنز قبل أن يكبر الصغار ويستخرجا كنزهما.

قصة فتنة القوة والسلطة

هي القصة الرابعة والأخيرة من  قصص سورة الكهف عن قصة ذي القرنين العبد الصالح
الذي آتاه الله القوة والسلطة وسافر البلاد في الشرق والشمال لا يستعمل
ولا يستخدم ما أتاه الله من نعم إلا في الخير حتى أنه لما طلب منه قوم يعيشون في خوف من بطش وقهر
قوم يأجوج ومأجوج وطلبوا منه مساعدتهم على النجاة من فسادهم وإفسادهم استخدم نعم الله في صالح الناس ولم يأخذ أجر اعتراف بفضل الله عليه.

السابق
صفات ام كلثوم بنت النبي محمد عليه الصلاة والسلام
التالي
الدولة الأموية وحكمها في الاسلام

اترك تعليقاً