الرضا والقناعة وفضلهم

الرضا والقناعة وفضلهم

الرضا والقناعة وفضلهم

الرضا والقناعة وفضلهم … يجب على المسلم ان يتعلم اهمية الرضا والقناعة بما قسمه الله عز وجل، ويجب ان يرى بما رزقه الله وان هذه الاشياء لها فضل كبير على كل مسلم فيجب ان يتعملها ويتعامل بها

 

  • كتب الله في لوح محفوظ لكل عبد من عباده رزقه، وعمره، وذريته، فلا يموت العبد حتى يوفي كل ما كتبه الله من رزقه.
  • ولو اجتمعت الدنيا كلها على أن تمنع لقمة عيش، أو درهماً قد كتبه الله لك فلن يستطيعوا أن يمنعوه عنك.
  • فلنعلم جميعاً أن كل ما يصيبنا هو في اللوح المحفوظ، وهو من قدر الله.
  • فينبغي علينا الرضا بما نلاقيه من أقدار الله، فالإيمان بالقدر خيره وشره ركن من أركان الأيمان.
  • فلا سبيل لنا إلا الحمد والشكر على ما نلاقيه في أقدارنا خيراً كان أو شراً.
  • فإن كان خيراً فهو من عند الله، وإن كان شراً فهو من أنفسنا.
  • فكثيراً ما تحدث لنا مصيبة أو ضيق في الرزق أو مرض أو غيره من ابتلاءات الدنيا.
  • وما هو إلا بسبب ذنب نرتكبه، ولا يرفع إلا بتوبة واستغفار.
  • قال الله سبحانه وتعالى: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله ليعذبهم وهم يستغفرون).
  • وقال سبحانه وتعالى: (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك).
  • الرضا هو أصل من أصول الدين فوجب على العبد شكر الرب سبحانه على كل أقداره، فجعل الله كلمة الحمد لله تملأ الميزان.
  • فجعل الله سبحانه الحمد هو أساس البركة، وهو الذي يجلب البركة، ويجلب الخير في الدين، وفي الصحة وفي المال.
  • فإذا أصابك في رزقك نقص فلا تتبرأ من قضاء الله، وأعلم أن الله جعل هذه الحياة الدنيا دار شقاء، ودار ابتلاء.
  • فإذا أصابك خيراً فاحمد الله عليه، وإن أصابك شراً فلا تلومن إلا نفسك.

 

 ولقد خلقنا الإنسان في كبد

  • ومعنى كبد يعني من المكابدة، أي من المشقة، فالسعي وراء الرزق، وإن كان سبب للرزق إلا إنه ليس كل شيء.
  • فإن الرزق مكتوب في لوح محفوظ، وهو قضاء الله سبحانه، فلا يموت العبد ويترك شربة ماء قد كتبها الله له.
  • أو لقمة خبز قد كتبها الله له، فملك الموت إذا أتى العبد عند قبض روحه يقول له: (يا عبد الله إني قد طوفت الدنيا وما فيها فلم أجد لك كسرة خبز أو شربة ماء أو نفس هواء قد كتبه الله لك فقد استوفيت كل ما كتب لك من رزق).

الرضا والقناعة وفضلهم

 لماذا يبتلينا الله سبحانه وتعالى؟

  • إن النفس لأمارة بالسوء تجعلنا نشعر بالتبرم والسخط إذا ابتلينا في مال، أو في نفس، أو في ولد.
  • ولكن إذا علمنا حكمة الله في ابتلائنا لوجدنا فيها خيراً كثيراً.
  • فإن الله يبتلي العبد في عدة أوجه ليطهره من ذنب قد أصابه.
  • والله برحمته لا يحب لعبده أن يلاقيه يوم القيامة مثقل بالذنوب، لذلك يبتليه ليطهره.
  • وقبل أن يبتليه يرزقه الصبر والحمد على ما ابتلاه به، وقد يكون الابتلاء رفعة من الله في المكانة.
  • حيث أن الله قد يكتب للعبد مكانة لا يبلغها العبد بعمله فيبتليه ثم يرزقه الصبر؛ حتى يصبر على بلاء الله.
  • ومن ثم يحمد العبد الله ويشكره فيشغل هذه المكانة، ويسمو إلى تلك المنزلة بحكمة ربه وبرحمته.
  • لأن الله قد أراد لنا مكاناً لن يبلغه عملنا من صلاة، أو صيام، أو قيام، أو استغفار، أو ذكر.
  • فإن الله يجبر تقصيرنا في عبادته بالابتلاءات، والابتلاءات إما أن تطهرنا من ذنوبنا، وإما أن ترفع درجاتنا عند رب العباد.

  أجر الصابرين

  • قال سبحانه: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
  • وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الصابرين فيجلسوا على مقاعد من نور ثم يصب عليهم الخير صبا ويصب عليهم الأجر صبا.

وتفتح لهم أبواب الجنان فلا يعقد لهم ميزان ولا حساب ولا عقاب ولا عتاب وإنما يقال لهم أدخلوا الجنة بما صبرتم).

  • وأهل الابتلاء في الدنيا عندما يأتون في الآخرة يحسدهم العصاة، فيقولون: (يا ليتنا قد ابتلينا بمثل ما ابتلي هؤلاء المبتلين).
  • وذلك لما يجدون ما أصابهم من خير، ومن أجر، ومن سعادة، قد بلغوها بصبرهم.
  • وهذا الصبر في ذاته هو رزق قد رزقهم الله به.
  • قال الله سبحانه وتعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). الآيات ١٥٥-١٥٦ من سورة البقرة.
  • وفي هذه الآية نجد الله سبحانه وتعالى قد قال بوضوح: أن الله سيبتليكم بماذا؟ بخوف، وجوع، ونقص في الأموال وفقدان للأحبة، وفقدان للثمرات.
  • ولكن الله وعد الصابرين بالبشرى، فإن للصبر أجر عظيم أعظم بكثير من الألم الذي نلاقيه.

  استدراج أصحاب النعم المفسدين

  • قال الله سبحانه وتعالى:

(ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلكم فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون* فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون* فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا اخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون). سورة الأنعام الآيات ٤٢-٤٣-٤٤.

  • فكثيراً ما نجد عباد لله قد من الله عليهم بالرزق الواسع، والسعة، والصحة الموفورة.
  • والعجيب إننا نجدهم يقومون بالسيئات، والخبائث، خبيثون النفس، مفسدين في الأرض.
  • ويظنون من حماقتهم أن الله قد فتح أبواب كل شيء لهم لكرامتهم على الله، ولمقامهم عنده، ولا يعلمون إنهم حمقى.
  • قد أخطأوا التقدير، وإن الله سبحانه وتعالى قد يكون قد يستدرجهم بهذه النعم.
  • حتى ينسيهم شكره، وينسيهم ذكره، بل لا يذكرهم إنهم على معاصي، وإنهم مفسدون في الأرض.

الرضا والقناعة وفضلهم

هل يمكن أن يتغير قضاء الله؟

  • قضاء الله مكتوب في اللوح المحفوظ منذ آلاف السنين، لكن رحمة الله قد وسعت كل شيء.
  • والإجابة إنه نعم يمكن تغيير قضاء الله ولله الحمد فلا يرد القضاء إلا الدعاء.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • (إذا نزل القضاء فتلقاه الدعاء فإنهما يختلسان حتى قيام الساعة).
    • أي يتعاركان حتى قيام الساعة، فمثلاً إذا كان القضاء هو مرض فلان، أو طلاق فلان، أو فلانة.
    • فيصعد الدعاء من العبد الصالح سواء إن كان صاحب الابتلاء أو غيره.
    • وإن كان غيره فهو يكون أفضل؛ لأن دعاء الرجل لأخيه بظهر الغيب مقبول بإذن الله.
  • ويحكى في الأثر أن امرأة عاقر ذهبت إلى كليم الله موسى فقالت: (يا نبي الله أدعو لي الله أن يرزقني الولد فدعا ربه فقال له: يا موسى إني قد كتبتها عقيما، فعندما أتته مرة أخرى بعدها بعام قالت له يا كليم الله ادع لي الله أن يرزقني بالولد).
    • فدعا موسى ربه يرزقها بالولد فقال يا: (يا موسى إني قد كتبتها عقيم، فأتته بالمرة الثالثة فقالت له يا نبي الله ادع لي الله أن يرزقني بالولد ودعا لها ربه، فقال له يا موسى إني قد كتبتها عقيم).
  • وبعدها عام وجدها تحمل على كتفها طفلاً، فقال لها موسى:(أنى لك هذا؟ قالت هو ابني قد رزقني الله به، فقال موسى:(يا ربي إني قد سألتك لها الولد فقلت: أنى قد كتبتها عقيم قال: يا موسى إنني كنت أقول عقيم وتقول يا رحيم.
    • أقول أنت عقيم تقول يا رحيم، فغلبت رحمتي قدري، وسبقت رحمتي قدري، فرزقتها الولد.
    • لأن ظنها بي إني رحيم، واني لا أرد دعاء فاستجبت لها ورزقتها الولد.
  • ويتغير القضاء أيضاً بالاستغفار، فإن الاستغفار قال فيه رب العزة في سورة نوح: (وقالوا استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين).
  • كذلك يتغير القضاء بالصدقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة).
  • وقال صلى الله عليه وسلم: (الصدقة تطفئ غضب الرب)

  آداب الدعاء وشروطه

  • رغم أن الرضا بقضاء الله خيره وشره من أركان الإيمان، لكن الله قد أباح للعبد أن يدعو ربه بما يحتاجه.
    • من رفع بلاء، وسعة في الرزق، والشفاء للمريض، ولكن جعل الله سبحانه وتعالى للدعاء شروطاً.
  • وكذلك جعل له أوقاتاً، وأماكن يستحب الدعاء فيها.
    • فأولا هو مباح في كل وقت آناء الليل وأطراف النهار، سواء كان في صلاة، أو في تهجد، أو قائماً، أو نائماً.
  • فالدعاء بابه مفتوح، حيث أن الله يتقبل الدعاء في كل وقت، ولكن الله جعل أوقاتا ً خير من أوقات، وأماكن خيراً من أماكن
  • فجعل الله الدعاء في ثلث الليل الآخر أفضل من غيره، وجعل الدعاء عند إفطار الصائم مستجابا.
  • كذلك فهناك صيام أفضل من غيره، مثل صيام يوم عرفات، وجعل الدعاء بين الأذان والإقامة أفضل من غيره.
  • كذلك الدعاء في المساجد، والدعاء عند السجود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد).
  • والدعاء عند حضور المرضى، وعند عيادة المريض، فإن عند عيادة المريض يحضر أربعة وسبعين ألف ملك يؤمنون على دعائه.
  • ولكن للدعاء آداب، يجب أن نراعيها فينبغي أولاً أن نبدأ بالثناء على الله، ثم بحمده، ثم بالصلاة والسلام على رسول الله.
  • فإن الله لا يرد دعاء بين صلاتين على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
السابق
سيد الشهداء من المسلمين
التالي
ما هي سيرة علي بن ابي طالب

اترك تعليقاً