الخليفة الذي لقب بذي النورين

الخليفة الذي لقب بذي النورين

 

 

لخليفة الذي لقب بذي النورين سؤال متداول بين المسلمين، فقد اشتهر صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأخلاقهم الحميدة وصفاتهم الحسنة، كما لقّب بعضهم تبعًا للصفة التي كان يشتهر بها، فلُقب أبي بكر بالصديق نتيجًا لتصديقه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولُقب عمر بن الخطاب بالفاروق نتيجًا لعدله الشديد، ويبحث الكثير من الناس عن الخليفة الذي لقب بذي النورين.

 

الخليفة الذي لقب بذي النورين

 

الخليفة الذي لقب بذي النورين هو سيّدنا عثمان بن عفّان -رضي الله عنه-؛ ويرجع ذلك إلى أنّه تزوّج بابنتَي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجمع النّورين بزواجه منهما، وقد جاء بيان سبب ذلك اللقب لعثمان -رضي الله عنه- في العديد من الآثار المنقولة عن الصّحابة الكِرام رضوان الله عنهم؛ ومن ذلك ما ذكره عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي، عن خاله حسين الجعفي، أنّه قال له في سبب تلقيب عثمان -رضي الله عنه- بذي النّورين: (يا بُنيّ أتدري لمَ سُمّي عثمان ذا النّورين؟ قلتُ: لا أدري، قال: لم يجمع بين ابنتي نبيٍّ منذ أن خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان، فلذلك سُمِّي ذا النّورين).

وهناك رواية أخرى عن سبب تسميته بذي النّورين تُشير إلى غير ذلك، حيث تذكر تلك الرواية أنّ السبب خلف تسميته بذي النّورين أنّه كان يُكثِر من قراءة القرآن إذا أراد الصّلاة في الليل، فيكون قد أكثر من نورَين، هما: قراءة القرآن، والصّلاة، وكان يواظب على ذلك في كلِّ ليلةٍ حتّى سُمّي بذي النورين، فالمقصود بالنّورين هنا: قراءة القرآن، والصلاة.

نسب عثمان بن عفان

 

سيّدنا عثمان -رضي الله عنه- قُرَشيّ النَّسب، أمويّ الأصل، يجتمع نسبه بنَسَب سيدنا محمّد -صلّى اللَّه عليه وسلّم- في جدِّهما عبد مناف، ونسبه هو عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمّه هي: أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمّ أروى هي البيضاء بنت عبد المطلب؛ أي أنّها عمّة رسول الله صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقد استلم عثمان -رضي الله عنه- الخلافة بعد أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، وعمر الفاروق رضي الله عنه، فكان ثالث الخلفاء الراشدين.

وُلِد سيّدنا عثمان -رضي الله عنه- في مدينة الطائف، سنة خمسمئةٍ وستّةٍ وسبعين للميلاد؛ أي بعد حادثة الفيل بستِّ سنواتٍ، ويُكنّى عثمان -رضي الله عنه- بأبي عبد الله، وأبي عمرٍو، حيث كُنِّيَ بابنه عبد الله الذي أنجبته له السيدة رقيّة -رضي الله عنها- ابنة رسول الله صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقد توفّي عبد الله بن عثمان في السنة الرابعة من الهجرة، وكان عمره ستّ سنواتٍ.

إسلام عثمان بن عفان

 

كان إسلام عثمان بن عفّان -رضي اللَّه عنه- في بداية الدعوة الإسلاميّة، وكان ذلك قبل دخول دخول النبي -صلّى اللَّه عليه وسلّم- دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان عمره حين إسلامه قد تجاوز ثلاثين عاماً، وقد أسلم عثمان -رضي الله عنه- على يدَي الصدِّيق أبي بكر رضي الله عنه؛ حيث دعاه إلى الإسلام، فقال له‏:‏ ويحَكَ يا عثمان، والله إنّك لرجل حازم، ما يخفى عليك الحقُّ من الباطلِ، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارةً صمّاء لا تسمع، ولا تبصر، ولا تضرّ، ولا تنفع‏؟‏ فقال‏:‏ بلى، واللَّه إنّها كذلك، قال أبو بكر‏:‏ هذا محمّد بن عبد الله، قد بعثه الله برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏؟‏ فقال‏:‏ نعم، فأسلم عثمان رضي الله عنه.

وقد قال له رسول الله -صلّى اللَّه عليه وسلّم- حين دعاه الصدّيق رضي الله عنه:‏ (‏يا عثمان، أجِب الله إلى جنَّته، فإنّي رسول الله إليك وإلى جميع خلقه‏)،‏ وقال سيّدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه‏:‏ (فوالله ما ملكتُ حين سمعتُ قولَه أن أسلمت، وشهدتُ أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله، ثمّ لم ألبث أن تزوّجت رقيّة)‏، وقيل عن زواج عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- برقيّة -رضي الله عنها- وعلاقتهما كزوجين‏:‏ (أحسَنُ زوجَيْن رآهُما إنسانٌ، رقيّة وعُثمان‏)،‏ وعلى ذلك فإنّ زواج عثمان -رضي الله عنه- من رقيّة ابنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إنّما كان بعد بعثته صلّى الله عليه وسلّم، لا قبل ذلك كما يذكر بعض أهل العلم

 

السابق
تفسير سورة ابراهيم واسباب نزولها
التالي
كم مرة ذكر اسم محمد في القرآن

اترك تعليقاً