اسباب نزول سورة الحج

اسباب نزول سورة الحج

اسباب نزول سورة الحج … لقد انزل الله القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هداية للناس، وقد ورد سبب نزول سورة الحج في بعض اياتها

 

  • قَوْلُهُ -تَعَالَى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ)،فقال المفسّرون في سبب نزولها بأنّ الأعراب كانوا إذا ما قَدِموا المدينة المنورة هجرةً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان إذا ما صَحّ جسدهم، أو زاد رزقهم، أو طابت معيشتهم، أحالوا هذه الأمور إلى دخولهم الإسلام، وفرحِوا بها وثَبَتوا على دين الله، أمّا إذا أصابهم الشرَّ، وضِيق العيش، أحالوا ذلك الضرر إلى الإسلام، وسرعان ما تركوا الدين؛ لظنّهم بأنّهم تاركي ما يُسبب لهم الضرر.
  • قَوْلُهُ -تَعَالَى-: (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ)،  ورد في سبب نزولها قولٌ عن الصحابي عبدالله بن عباس -رضي الله عنه-، بأنّها كانت قد نزلت في أهل الكتاب، إذ أنَّهم قالوا للمؤمنين بأنَّهم هم أولى من المؤمنين بالله -تعالى-، وأقدم منهم كتابًا، ونبيهم أقدم من محمد، وردّ عليهم المؤمنون بأنّهم أحقُّ منهم بالله -تعالى-، وهم قد آمنوا بالرسل جميعاً، وبالرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبنبيِّ أهل الكتاب، وكتاب أهل الكتاب، فكانت خصومتهم في ربِّهم، ولهذا نزلت الآية الكريمة.
  • قَوْلُهُ -تَعَالَى-: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا)، قال المفسّرون في سبب نزولها، شكوى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أذيّة المشركين في مكة المكرمة لهم، فطلب منهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصبر، فلم ينزل الإذن بالقتال بعد؛ حتى إذا ما هاجروا إلى المدينة المنورة، نزل الإذن من الله -تعالى- بالقتال، وفي قول آخر عن الصحابي عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- بأنّه حينما أُخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة، قال أبو بكر -رضي الله عنه- “إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، لَنَهْلَكَنَّ”، فنزلت الآية الكريمة، فعرف أبو بكر -رضي الله عنه- حينها بأنّه سيكون قتال.
  • قَوْلُهُ -تَعَالَى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ)،  قيل في سبب نزول هذه الأية، وهذه الرواية لا تصحُّ سنداً ولا متناً، عن سعيد بن جبيرأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما قرأ الآية الكريمة من سورة النجم، قال الله -تعالى-: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى)،   فألقى الشيطان على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم- كلامًا عن الأصنام يُرضي صفّ المشركين، فجاء الملك جبريل -عليه السلام- فطلب منه قراءة ما كان قد قرأ على المشركين، ووضّح له بأنّ ما قرأ أمامهم هو من الشيطان، وليس وحيٌ من الله -تعالى-،إذ إنَّ الشيطان لا سبيل له على عباد الله الصالحين، فكيف له برسول الله؟

خصائص سورة الحج

ما الخصائص التي امتازت بها سورة الحج؟

لِكُلِّ سورة من سور القرآن الكريم خصائص تُميّزها عن غيرها من السور، وتميَّزت سورة الحجِّ بما يأتي:

  • عدد آيات السورة الكريمة ثمان وسبعون آية في العدِّ الكوفيّ، وسبع وسبعون في العدّ المكيّ.
  • عدد سجدات التلاوة في السورة؛ سجدتان، عن الصحابي الجليل عُقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: (يا رسولَ اللهِ، أفُضِّلَتْ سورةُ الحجِّ على سائرِ القُرآنِ بسَجدتَينِ؟ قال: نعَمْ، فمَن لم يَسجُدْهُما، فلا يَقْرأْهما)، ولم يثبت لهذه السورة فضل خاص.
  • الاتِّفاق على أنّ سورة الحجِّ مشتركة ما بين مكة والمدينة.
  • مقاصد السورة عديدة، وأبرزها موضوعات: التوحيد، والبعث، ومشاهد يوم القيامة، وآيات الله -تعالى- في الكون.[١٢]
  • اعتبار أغلب السورة قد نزلت في مكة المكرمة، والمواضيع الّتي نزلت في المدينة المنورة، هي: الوعد بنصر الله -تعالى-، حماية الشعائر، نزول الأمر بالجهاد في سبيل الله -تعالى-.
  • ملاحظة القوُّة والعنف والمشاعر الجيَّاشة المبثوثة في المشاهد والأمثال التي ذكرت في السورة، من تلك الأمثلة مشهد البعث، فقد صُوّر كأنه زلزال عنيف.
  • تكرار النداء بالناس، أربع مرّات، وفي كُلِّ مرَّة ورد النداء بالناس اعتبر العلماء ذلك دلالة على بداية مقطع، فقسّم العلماء السورة إلى أربعة مقاطع.
  • تفصيل سورة الحجّ في ماهيّة التقوى، وعلاماتها، وآثارها، وعبادة الله -تعالى- هي الطريق نحوالتقوى.

مكان نزول سورة الحج

هل حصل الاختلاف في مكان نزول سورة الحج؟

لم يقل أحدٌ من العلماء بأنّ سورة الحجّ مكيّة كاملة أو مدنية كاملة، إنَّما وقع الاختلاف بأنّ هل بعضها مكيّ والأغلب مدنيّ أم العكس وفي قول عن الصحابي ابن عبّاس -رضي الله عنه- بأنّها سورة مكيَّة إلّا أربع آياتٍ وهي: قال -تعالى-: (هَـذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ في رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارِ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رؤوسِهِمُ الْحَمِيمُ* يُصْهَرُ بِهِ مَا في بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ* وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ* كلما أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ).

وفي قول آخر عن قتادة بأنّها مدنية إلّا أربع آيات، وهي: قال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ *لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ* وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ).

وأصح الأقوال عن الجمهور بأنّها سورة مختلطة ما بين المكي والمدنيّ، مع اختلاف تعيِّين الآيات المكيّة من الآيات المدنيّة.

لماذا سميت سورة الحج بهذا الاسم؟

وقد سُمِّيت هذه السورة بهذا الاسم؛ لأنّ الله -تعالى- ذكر فيها الحجّ إلى بيته الحرام، وأمر نبيّه إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بالدعوة إلى حجّ بيته، وأداء مناسكه وشعائره.

 

السابق
ما هي اول سورة نزلت في مكة
التالي
مواضع النفع والضر في القرآن

اترك تعليقاً