أقسام المد الفرعي

أقسام المد الفرعي

 

أقسام المد الفرعي هي جزء من دروس تتعلق بعلم التجويد، وعلم التجويد أحد فروع العلم الشرعي، المرتبط بعلوم الدين الإسلامي، وعلم التجويد ينصب على كيفية قراءة القرآن الكريم كما كان يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة للقرآن، وهو واجب تعلمه على كل مسلم، حتى يقرأ القرآن الكريم قراءة صحيحة، وهناك بعض انواع المد   المتعلقة بالتجويد منها المد الفرعي، والتي سوف يرد تفصيلها فيما يلي:

المد الفرعي هو جزء من المد الطبيعي، والألف والواو والياء من حروف المد الطبيعي، ويعرف بأنه للمد الذي تقوم ذات الحروف بدونه، وهو ينقسم إلى المد المتصل، المد المنفصل، ومد الصلة الكبرى، مد البدل، المد العارض للسكون، المد اللازم، وهذه الأنواع يأتي توضيحها تباعاً.

المد المتصل في القرآن الكريم

التعريف للمد المتصل، هو أن يقع الهمز أي الهمزة والتي تعرف في اللغة العربية بحرف الألف والهمزة، تقع بعد حرف من حروف المد، وحروف المد في اللغة العربية هي الألف والواو والياء.

وهي تقع في كلمة واحدة، وفي علم التجويد حين يقصد بتقع في كلمة واحدة يكون المقصود هو أن القارئ يجد كل من الألف أو الواو أو الياء بعده همزة، في نفس الكلمة، لهذا السبب سمي المد هنا بالمد المتصل، لاتصال الهمزة والمد في الكلمة.

أما عن حكم المد فإن حكم المد المتصل هو واجب كما جاء عن كل قراء القرآن الكريم، أن يكون زائد عن المد الطبيعي، ولكنهم في المقدار الذي يمد به إذ قد اختلفوا.

فبعض القراء قال أن المد يكون في أربع حركات، والبعض قال المد خمس حركات، سواء كان الأمر في المد في حالة الوصل باستكمال الآية التالية، أو بالوقف في حالة توقف الكلمة التي تشتمل على المد المتصل.

وهناك أيضاً صنف ثالث من القراء يمده ست حركات في حالة الوقف، إذا كانت الهمزة فيه متطرفة، مثل بعض الكلمات التي وردت في القرآن الكريم، منها على سبيل المثال، جاء، والسماء، ومن أمثلتها:

  • أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ (11 سورة الواقعة).
  • وَیَوۡمَ یَقُولُ نَادُوا۟ شُرَكَاۤءِیَ ٱلَّذِینَ زَعَمۡتُمۡ فَدَعَوۡهُمۡ فَلَمۡ یَسۡتَجِیبُوا۟ لَهُمۡ وَجَعَلۡنَا بَیۡنَهُم مَّوۡبِقࣰا ( 52 الكهف)

والسبب الذي يجعل المد المتصل يزيد عن المد الطبيعي، هو أن المد المتصل مد ليس قوياً بما يكفي، وفيه صفة الخفاء، بجانب الثقل المعروف لحرف الهمزة، لأنها حرف مجهور، وشديد، فتم زيادة المد قبل الهمزة لإمكانية النطق بها، حتى لا تسقط في القراءة وتختفي مع الصوت ولا تظهر، إمكانية نطق الهمزة لاتصافها بالصعوبة، وقد جاء في الجزرية قول صاحب التحفة:

فواجبٌ إن جاء همزٌ بعد مد

في كلمة وذا بمتصل يُعَد [1]

المد المنفصل في القرآن الكريم

يعرف المد المنفصل بأنه المد الذي يوجد في آخر الكلمة ويليه همزة، بمعنى أن هناك كلمتان متتاليتان الأولى آخرها مد والثانية أولها همزة، لهذا السبب كان اسم المد المنفصل، حيث لا يكون مثل المد المتصل واقع في كلمة واحدة، بل يوجد في كلمتين متتاليتين، والعلاقة بينهما تنحصر في الحرف الأخير من الكلمة الأولى، والحرف الأول من الكلمة الثانية.

حكم المد المنفصل هو أنه يجوز المد أو يجوز القصر، مما يعني أن كلاهما جائز، لكن الإمام حفص، تناقلت للناس روايته في القراءة من طريق الشاطبية، كانت بالمد، ولا يقرأ بالقصر، لهذا السبب لا يجوز للقارئ أن يقرأ بالطريقة إلا إذا كان يعلم التلاوة الخاصة بها، منعا لأي التباس.

أما مقدار المد فهو بحكم أنه جائز وجائز القصر أيضاً، فيكون المد إما بالقصر حركتين، أو بالتوسط أربع حركات أو مد بالخمس حركات والتي تسمى مد فوق المتوسط، وهي القراءة المقدمة في الأداء، وهو ما عبر عنه صاحب التحفة فيما يخص المدود حيث قال:

“وجائزٌ مدٌّ وقصرٌ إن فُصِل

كلٌّ بكلمةٍ وهذا المنفصل”

ومن أمثلة المد المنفصل، ما يلي:

  • وَإِذۡ وَ ٰ⁠عَدۡنَا مُوسَىٰۤ أَرۡبَعِینَ لَیۡلَةࣰ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَـٰلِمُونَ ( أية 51 من سورة البقرة).
  • یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ قُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِیكُمۡ نَارࣰا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَیۡهَا مَلَـٰۤىِٕكَةٌ غِلَاظࣱ شِدَادࣱ لَّا یَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَاۤ أَمَرَهُمۡ وَیَفۡعَلُونَ مَا یُؤۡمَرُونَ﴾ [التحريم 6).
  • قَالَ رَبِّ ٱجۡعَل لِّیۤ ءَایَةࣰۖ قَالَ ءَایَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَـٰثَةَ أَیَّامٍ إِلَّا رَمۡزࣰاۗ وَٱذۡكُر رَّبَّكَ كَثِیرࣰا وَسَبِّحۡ بِٱلۡعَشِیِّ وَٱلۡإِبۡكَـٰرِ ( آل عمران 41).

مد الصلة الكبرى في القرآن الكريم

يعرف مد الصلة الكبرى في القرآن الكريم عند علماء التجويد، أنه المد الناتج عن وجود حرف الهاء، التي تخص الضمير المتحرك للمفرد الغائب المذكر، وتأتي بين حرفين متحركين، على أن يكون الحرف الذي يأتي بعد حرف الهاء.

هو حرف همزة، كما يجب أن تكون الهمزة التي تلي حرف الهاء هي همزة قطع، ويكون مقدار المد في الصلة الكبرى، هو نفسه حكم المد الجائز المنفصل، حيث يكون المد أربعة أو خمسة حركات، وهو في حالة الوصل.

أما في حالة الوقف يختلف الحكم، حيث لا يجب أن يمد مد الصلة الكبرى في حالة الوقف عليه إطلاقاً، وذلك لأن حرف الهاء ليس حرف مد، ولزوال سبب المد، ويمكن التعرف على مد الصلة الكبرى عن طريق النظر في المصحف، حيث يمكن ورؤية واو صغيرة بعد هاء الضمير، أو ياء صغيرة بعد هاء مكسورة، ومن أمثلة مد الصلة الكبرى:

  • یَحۡسَبُ أَنَّ مَالَهُۥۤ أَخۡلَدَهُۥ ( الهمزة 3﴾.
  • عَسَىٰ رَبُّهُۥۤ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن یُبۡدِلَهُۥۤ أَزۡوَ ٰ⁠جًا خَیۡرࣰا مِّنكُنَّ مُسۡلِمَـٰتࣲ مُّؤۡمِنَـٰتࣲ قَـٰنِتَـٰتࣲ تَـٰۤىِٕبَـٰتٍ عَـٰبِدَ ٰ⁠تࣲ سَـٰۤىِٕحَـٰتࣲ ثَیِّبَـٰتࣲ وَأَبۡكَارࣰا ( التحريم 5).
  • ( ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَیُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا یُحِیطُونَ بِشَیۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦۤ إِلَّا بِمَا شَاۤءَۚ وَسِعَ كُرۡسِیُّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا یَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡعَظِیمُ﴾ [البقرة 255].

مد البدل في القرآن الكريم

مد البدل في القرآن الكريم، هو حرف مد سبقه حرف الهمزة، أو الألف، ولا يوجد بعده حرف همزة، ولا حرف ساكن، وسبب تسميته بالمد البدل هو أن حرف المد تم استبداله عن الهمزة، حيث يكون هناك همزتين متتاليتين واحدة منهم متحركة، والثانية، ساكنة، ويتم استبدال حرف الساكن بالمد من نفس جنس حركة الهمزة الأولى، للتخفيف، مثل:

  • فَلَمۡ یَزِدۡهُمۡ دُعَاۤءِیۤ إِلَّا فِرَارࣰا ( 6 نوح).
  • إِنَّا كَفَیۡنَـٰكَ ٱلۡمُسۡتَهۡزِءِینَ ( 95 الحجر).

وحكم مد البدل أنه يجوز عند جميع القراء، والسبب في الجواز، هو القصر، والتوسط، والطول، فكله يقصر ماعدا ورش، حيث له ثلاث أوجه في ذلك.

المد العارض للسكون في القرآن الكريم

المد العارض للسكون هو وقع السكون بشكل عارض، أي بسبب الوقف بعد حرف مد أو حرف لين في الكلمة، وحكم المد العارض للسكون، هو الجواز لأنه حركتين قصر، إلا المتصل العارض للسكون الذي لا يقبل فيه القصر ويجوز في التوسط والحركات الأربعة مطلقا، ويجوز المد متصل، ويجوز أن يكون مد ست حركات، في الأقسام كلها، ومن أمثلته:

  • ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [الفاتحة 2].
  • زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَ ٰ⁠تِ مِنَ ٱلنِّسَاۤءِ وَٱلۡبَنِینَ وَٱلۡقَنَـٰطِیرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَیۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ وَٱلۡحَرۡثِۗ ذَ ٰ⁠لِكَ مَتَـٰعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ﴾ [آل عمران 14]. [2]

المد اللازم في القرآن الكريم

هو وجود حرف المد وبعده حرف ساكن سكون أصلي، وينقسم إلى مد لازم كلمي مثقل، ومد لازم كلمي مخفف، وتختلف أحكام المد اللازم، سواء كان مد لازم كلمي مخفف أو مثقل، ومن أمثلة المد اللازم:

صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ﴾ [الفاتحة 7].

السابق
تفخيم وترقيق الراء في التجويد
التالي
أحكام التجويد في سورة الحجرات

اترك تعليقاً