أسلوب الإقناع في السيرة النبوية

أسلوب الإقناع في السيرة النبوية

أسلوب الإقناع في السيرة النبوية أسلوب الإقناع في السيرة النبويةغيير موقف أو سلوك شخص أو مجموعة تِجَاه حَدَث معين، باستخدام كلمات

 

أسلوب الإقناع في السيرة النبوية

 

الإقناع

  • هو حوار يهدف إلى تغيير موقف أو سلوك شخص أو مجموعة تِجَاه حَدَث معين، باستخدام كلمات مكتوبة أو منطوقة

يمكن من خلالها التأثير في تغيير السلوكيات والمفاهيم. والمتأمل في السيرة النبوية

  • يرى كثرة الوسائل والأساليب التي انتهجها النبي صلى الله عليه وسلم في تعليمه

وتربيته لأصحابه والأمة من بعدهم، حرصاً منه على أن تنتقل توجيهاته الكريمة

  • وتعاليمه النبوية من مرحلة العلم والسماع إلى مرحلة التطبيق والفعل للمتعلم والمُرَبَّى.

وإذا كان الأصل في هديه ومنهجه صلى الله عليه وسلم: اللين والرحمة والرفق

  • وأن يُرَبَّى الناس على التسليم للأوامر بالفعل وللنواهي بالترك، فهناك بعض النفوس

قد تكون شاردة عن الحق، مصرة على الخطأ، ولا يوقظ هذه النفوس

  • ويرجعها إلى طريق الهداية والخير إلا أسلوب الإقناع الذي لا يبتعد ولا ينفصل عن اللين والرفق..

والأمثلة على التربية والدعوة عن طريق حوار الإقناع من السيرة النبوية كثيرة، ومنها:

 عن أبي أُمَامة رضي الله عنه قال

وحَصِّنْ فرْجَه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء) رواه أحمد.

  • جمع النبي صلى الله عليه وسلم في تقويم وتربية هذا الشاب بين أسلوب الإقناع العقلي والعاطفي، أما الإقناع العاطفي فقد ظهر ذلك في قوله: (ادنه

(فدنا منه قريبا)، (فجلس)، (فوضع يده عليه)، ودعا له بقوله: (اللَّهمّ اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحصن فرجه).

  •  وأما الإقناع العقلي فبقوله: (أتحبه لأمك؟)، (أفتحبه لابنتك؟)، (أفتحبه لأختك؟)، (أفتحبه لعمتك؟)، (أفتحبه لخالتك؟)، وكان يكفي قوله: (أتحبه لأمك؟)

لكنه عَدَّدَ مَحَارِمه زيادة في الإقناع، ودلالة على أن ما قد يأتي من النساء لا تخلو أن تكون أماً

 

أو بنتاً، أو عمة، أو خالة لأحد من الناس. وفي هذا الأسلوبِ بَيانٌ لعَظيمِ حِكمةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في دعوة الناس، وكيف أقنَعَ الشَّابَّ بحُرمة الزِّنا مع فَرْطِ الشَّهوة وقوَّة الشَّباب، حتَّى إنَّه أتَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لِيُرخِّصَ له فيه، فانصرف عالما ومؤمنا بحرمة الزنا شديد البغض له (فلم يكُنْ بعْدُ ذلك الفتَى يَلْتفِتُ إلى شيءٍ).

ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

  • (يا رسول الله! وُلِدَ لي غلام أسود، فقال: هل لك من إبل؟ قال: نعم! قال:

قال حمر، قال: هل فيها من أوْرق؟ قال: نعم! قال: فأنَّى ذلك؟ قال: نزعه عِرْق، قال: فلعل ابنك هذا نزعه عرق) رواه البخاري.

  • قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه لهذا الحديث: “وانظر إلى المثل العجيب الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الأعراب،

صاحب بادية إبل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا رسول الله، إن زوجتي ولدت غلاماً أسود ـ يعني: وأنا أبيض والمرأة بيضاء،

  • من أين جاءنا هذا الأسود؟ ـ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟  نعم قال: ما ألوانها؟ قال: حمر. : هل فيها من أورق؟

أسود ببياض

  • يعني أسود ببياض، قال: نعم. قال: من أين جاءها ذلك؟ قال: لعله نزعه عرق، يعني ربما يكون له أجداد أو جدات سابقة لونها هكذا،

فنزعة هذا العرق، قال: فابنك هذا لعله نزعه عرق، لعل واحداً من أجداده أو جداته أو أخواله أو آبائه لونه أسود فجاء الولد عليه

 

  • ، فاقتنع الأعرابي تمام الاقتناع، لو جاءه النبي عليه الصلاة والسلام يشرح له شرحاً فهو اعرابي لا يعرف، لكن أتاه بمثال من

 

حياته التي يعيشها، فانطلق وهو مقتنع، وهكذا ينبغي لطالب العلم، بل ينبغي للمعلم

  • أن يقرب المعاني المعقولة لأذهان الناس بضرب الأمثال المحسوسة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم”

 

. والملاحَظ في موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الأعرابي استخدامه أسلوب الإقناع

  • مستفيداً من البيئة المحيطة والاستفادة من البدهيات التي يؤمن بها المحاوَر، وهذه حكمة نبوية عظيمة.
السابق
أمور أقسم عليها النبي صلوات الله عليه
التالي
نتائج الفتنه في عهد الخليفه عثمان بن عفان

اترك تعليقاً