أحكام رمي الجمرات

أحكام رمي الجمرات

أحكام رمي الجمرات

أحكام رمي الجمرات … من المعلوم أن الله -عز وجل- قد شرع الحج، وجعل له مناسكهالخاصة به، ومنها، رمي الجمرات الثلاث،ويجب ان نعلم ما هي شروط الرمي؟ وما الأدلة الشرعية على كل شرط

هل يشترط الوضوء في رمي الجمرات

لا يشترطُ للمرءِ أن يكونَ على وضوءٍ في أيِّ منسكٍ من مناسكِ الحجِّ، إلَّا عند طوافه بالبيتِ، ودليل ذلك الحديث الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها
حيث قالت: (خرجنا مع النبيِّ -صَلَّى الله عليه وسلَّمَ- لا نَذْكر إلَّا الحَجَّ، فَلَمَّا جِئْنَا سَرِفَ طَمِثْت، فَدَخَلَ عَلَيَّ النبي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وأَنَا أبْكِي، فَقالَ: ما يبْكِيكِ؟ قلت: لَوَدِدْت واللَّهِ أنِّي لَمْ أحجَّ العَامَ، قالَ: لَعَلَّكِ نفِسْتِ؟ قلت: نَعَمْ، قالَ: فإنَّ ذَلِكِ شيء كَتَبَه اللَّه علَى بَنَاتِ آدَمَ، فَافْعَلِي ما يَفْعَل الحَاج، غيرَ أنْ لا تَطوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهرِي).

 

وبناءً على ذلك فإنَّ الوضوءَ أثناءَ رميِ الجمارِ ليسَ شرطًا لصحته، والله تعالى أعلى وأعلم.

 

شروط رمي الجمرات

لقد بيَّن أهل العلمِ أنَّ للرميِ عدداً من الشروطِ، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقالِ سيتم بيان تلكَ الشروطِ بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:

 

أن يكون المرمي به حجرا

لا بدَّ أن يكونَ المرمي حجرًا، ويجزئ المسلمَ أن ترمي الجمراتِ بكلِّ ما يطلق عليهِ حصىً، أمَّا المعادنَ والطينَ والترابَ لا فيجوز أن يرمى بها، وهذا مذهب جمهورِ أهل العلمِ من المالكية والشافعية والحنابلة، مستدلينَ بعددٍ من الأدلة الشرعية، وفيما يأتي ذكرها:

 

  • أنَّ جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- وصفَ رميّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:
    (فرمَاها بسَبْعِ حَصَياتٍ- يكَبِّر مع كلِّ حصاةٍ منها- مثلَ حَصَى الخَذْفِ).
  • إن الفضل بن العباس -رضي الله عنه- قال: (انَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في غَداةِ جَمْعٍ- يعني يومَ النَّحرِ- عليكم بحَصْى الخَذْفِ الذي يرمَى به الجَمْرة).

أن يكون عدد الحصيات سبعة

لا بدَّ أن يرمي الحاج كلَّ جمرةٍ من الجمرات الثلاث بسبعِ حصياتٍ
وهذا الشرط اتفق عليه أئمة المذاهب الإسلامية الأربعة
وقد استدلَّ أهل العلمِ على ذلك بعدد من الأدلةِ الشرعيةِ، وفيما يأتي ذكر بعضها:

 

  • الحديث الذي رواه جابر بن عبدالله، حيث قال فيه:
    (ثمَّ سَلَكَ الطَّريقَ الوُسْطى التي تَخْرج على الجَمْرةِ الكبْرى، حتى أتى الجَمْرةَ التي عند الشَّجَرةِ
    فرماها بسَبْعِ حَصَياتٍ- يكَبِّر مع كلِّ حصاةٍ منها- مِثْلَ حَصَى الخَذْفِ، رَمَى مِن بطْنِ الوادي، ثم انصَرَفَ إلى المَنْحَر).
  • الحديث الذي روي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنَّه قال:
    (إنه كان يرمي الجَمْرةَ الدُّنْيا بسَبْعِ حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ على إِثْرِ كلِّ حصاةٍ، ثم يتقَدَّم حتى يسْهِلَ، فيقومَ مسْتَقبِلَ القبلةِ، فيقوم طويلًا
    ويدعو ويَرْفَعُ يديه، ثم يَرْمي الوُسْطى، ثم يأخذُ ذاتَ الشِّمالِ فيَسْتَهِلُ، ويقومُ مستقبِلَ القبلةِ، فيقومُ طويلًا، ويدعو ويرفَع يديه
    ويقوم طويلًا، ثم يرمي جَمْرةَ ذاتِ العَقَبةِ مِن بَطْنِ الوادي، ولا يقِف عندها، ثم ينصَرِف، فيقول: هكذا رأيت النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يفعَله).

 

أن يكون الرمي بشكل متفرق

ومن الشروطِ التي ذكرها أهل العلمِ عند رمي الجمرات أن ترمى الحجرات بشكلٍ متفرقٍ
ثم حيث يتم رمي الحصياتِ واحدةً واحدةً، فلو قامَ الحاج برميِ حصتين معًا
أو قامِ برميِ سبعِ حصياتٍ جملةً واحدةً، فإنَّها تحسب واحدةً
ويلزمه إكمالُ العددِ حتى يصلَ إلى السبعِ حصياتٍ، ودليل أهل العلمِ أنَّ المنصوصَ عليه تفريق الأفعالِ.

 

أن تقع الحصيات داخل الحوض

ومما ينبغي مراعاته عند رمي الجمراتِ، أن تقعَ جميع الحصياتِ داخل حوضِ الجمرةِ لا خارجه
ثم ان هذا الشرطُ أيضًا اتفق عليه الأئمة الأربعة، ودليلهم في ذلك الحديث الذي رواه جابر بن عبدالله -رضي الله عنه
حيث قال: (رَأَيْتُ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَرْمِي علَى رَاحِلَتِهِ يَومَ النَّحْرِ، ويقولُ: لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه).

قصد المرمى، ووقوع الحصى فيه بفعل الحاج

ومن شروطِ رمي الجمراتِ، أن يقصدَ الحاجُّ عند الرميِ وقوعَ الحصياتِ في الحوضِ
وأن تقعَ فعلًا فيه بفعله، وبناءً على ذلك لو ضربَ أحد الأشخاص يدَ الحاجِّ
فوقعت الحصى داخل المرمى وأصابته، فإنَّ الرميَ في هذه الحالة لا يحسب
وهذا مذهب الأئمة الأربعة، ودليله في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعمال بالنِّيَّاتِ).

الترتيب بين الجمرات الثلاث

اشترط المالكية والشافعية والحنابلة أن يتمَّ الترتيب بينَ الجمراتِ الثلاث عند الرمي
ثم يبدأ الحاج برميِ الجمرةِ الصغرى، ثمَّ الوسطى، ثمَّ جمرة العقبة الكبرى
ودليلهم في ذلك أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رتَّب بينها
بينما ذهب الحنفية إلى عدم اشتراطِ الترتيبِ، بل عدَّوا الترتيبَ سنةً من السننِ.

 

السابق
اول من طاف بالبيت العتيق
التالي
من يكون عثمان طه

اترك تعليقاً