فِي الدُّنْيَا لكَي لَا يَقُولُوا بِطيبَة النَّفس وَلَا فِي الْقَبْر وَلَا إِذا أخرجُوا من الْقُبُور وهم أهل الشقاوة
{وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}”.
5 ـ توحيد الله تعالى من أعظم أسباب الفوز بشفاعة النبي صلي الله عليه وسلم ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: (قُلتُ: يا رَسولَ اللَّه، مَن أسْعَدُ النَّاسِ بشفاعَتِكَ يوم القيامة؟
فقال: لقدْ ظَنَنْتُ يا أبا هريرة أن لا يسْأَلَني عن
هذا الحديث أحَدٌ أوَّل منْك، لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِك على الحديث، أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامة مَن قال:
لا إله إلَّا اللَّه، خَالِصًا مِن قَلْبه، أوْ نَفْسِه) رواه البخاري.
6 ـ بالتوحيد يغفر الله الذنوب، ويكفر السيئات، ففي الحديث القدسي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلي الله
عليه وسلم قال: (قال الله : يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا،
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك
بقرابها مغفرة) رواه الترمذي وصححه الألباني. قال ابن رجب: “مَن جاء مع التوحيد بقراب الأرض – وهو ملؤها، أو ما
يقارب ملأها ـ خطايا، لقيه الله بقرابها مغفرة، لكن هذا مع مشيئة الله عز وجل،
فإن شاء غفر له، وإن شاء أخذه بذنوبه”.
7 ـ مِنْ أجَّل وأعظم ثمرات التوحيد أن الله عز وجل جعله شرطا في دخول الجنة، ومانعا من الخلود في النار،
قال الله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}(المائدة:72)،
قال ابن عباس: “{إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّه} ويمت عليْه {فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيهِ الْجنَّة} أَن يدخلهَا، {وَمَأْوَاهُ النَّارُ} مصيره النَّار،
{وَمَا للظالمين} للْمُشْرِكين {مِنْ أَنْصَارٍ} من مَانع مِمَّا يُرَاد بهم”.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي
صلي الله عليه وسلم قال: (مَن مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة،
ومَن مات يشرك بالله شيئًا دخل النار)
رواه البخاري.
فائدة:
لا يدخل العبد في الإسلام إلا بهاتين الشهادتين: “أشهد أن لا إله إلا الله،
وأن محمدا رسول الله”، فهما متلازمتان،
وفي حديث جبريل المشهور قال صلي الله عليه وسلم:
(الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،
وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً) رواه البخاري.
فالشهادتان ركن واحد من أركان الإسلام، وهذا الركن الأول من أركان الإسلام هو اعتقادٌ يشمل توحيد الله والشهادة
لنبيه بالرسالة، فكما أنه يجب أن يقول العبد: أشهد ألا إله إلا الله، ولا يدخل في الإسلام إلا بذلك، فكذلك الحكم ـ
سواء بسواء ـ بالنسبة إلى الشطر الثاني من الشهادة: أشهد أن محمدا رسول الله، فلا يصح إسلام وإيمان إلا بهما
معا، فهما متلازمتان قرينتان في الحكم، شطران لركن واحد، فمن شهد بإحداهما لزمته الأخرى. قال ابن حجر في
فتح الباري: “والِاقْتِصار على شهادة أن لا إله إلا الله عَلى إِرَادَة الشَّهَادَتَيْن مَعًا لِكَوْنِهَا صَارَتْ عَلَمًا عَلى ذلك”.
وفي “مرقاة المفاتيح”: “ولتلازم الشهادتين شرعا: جُعِلتا خصلة واحدة، واقتصر في رواية على إحدى الشهادتين
اكتفاء. قيل: وأُخذ من جمعهما كذلك في أكثر الروايات: أنه لا بد في صحة الإسلام من الإتيان بهما”.
التوحيد له فضائل وثمرات عظيمة وكثيرة في الدنيا والآخرة،
وهو حق الله الأعظم على عباده، وبالتوحيد يدخل
الإنسان الجنة، وبضده وهو الشرك يدخل به النار،
وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه
قال: (يا مُعاذ، أتَدْرِي ماحَقُّ اللَّه على العِباد؟ قال: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلم، قال:
أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئا، أتَدْرِي ما
حَقُّهُمْ عليه؟ قال: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلم، قال: أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ) رواه البخاري.