
من هو النبي الذي ظهرت عند قدميه مياه زمزم
من هو النبي الذي ظهرت عند قدميه مياه زمزم ؟ سؤال من الأسئلة المتداولة بين جموع المسلمين، فإن ماء زمزم هي أطهر ماء على وجه الأرض وأكثرها بركة، كما إنّ بئر زمزم هو أقدم الآبار في العالم ويمتد تاريخه لآلاف السنين، وإنّ بئر زمزم من الأماكن الروحية التي يقصدها كلّ مسلم عند زيارة الحرم المكي في مكة المكرمة للشرب من ماءه والاستفادة من بركتها وفضلها، فمن الطبيعي أن يتساءل المسلمون عن منشأ هذا البئر وقصة هذه المياه، وفي هذا المقال سنعمل على توضيح وشرح قصة ماء زمزم.
من هو النبي الذي ظهرت عند قدميه مياه زمزم
النبي اسماعيل عليه السلام
النبي اسماعيل -عليه السلام- هو ابن سيدنا ابراهيم عليه السلام،
وأمه هاجر، وقد دعا ابراهيم-عليه السلام- أن يرزقه الله الذرية الصالحة،
فوهبه اسماعيل عليه السلام، وذلك في قوله تعالى: “رَبِّ هَبْ لِي
مِنَ الصَّالِحِينَ*فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ”[4]، فكان اسماعيل -عليه السلام
– نبيًّا ورسولًا أرسله الله تعالى إلى اليمن وما جاورها من قبائل
ليدعو الناس إلى عبادة الله وإقامة أحكامه وشرائعه[5]، وقد قال تعالى في كتابه الكريم:
“وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا”[6]، كما ساعد التبي اسماعيل -عليه السلام- أباه ابراهيم في بناء الكعبة الشريفة، التي تعتبر
المقصد الأول للمسلمين إلى يومنا هذا وقبلتهم الوحيدة، فقد كان
يعمل مع نبي الله ابراهيم-عليه السلام- فيجمع له الحجارة ليبني
البيت الشريف حتى ارتفعت الكعبة وأصبحت عالية، فجاء اسماعيل
-عليه السلام- بحجر ليقف عليه سيدنا ابراهيم ويكمل البناء، وقد قال تعالى في كتابه الكريم
: “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ “[7]، والله أعلم.[8]
اسماعيل الذبيح
إنّ من أبرز القصص التي تبيّن وتوضح صبر وإيمان اسماعيل وابراهيم عليه السلام وطاعتهما لله تعالى وأوامره هي قصة ذبح ابراهيم لاسماعيل عليهما السلام، فبعد أن بلغ اسماعيل عليه السلام الصبا، جاء للنبي ابراهيم منام من الله تعالى يأمره بذبح ابنه اسماعيل، فعندما أخبر ابنه بذلك لم يرفض حكم الله وأمره بل صبر وأطاع، فلمّا همّ ابراهيم بذبح ابنه أخبره الله تعالى بأنّ ذلك اختبار من ربّ العالمين، وقد وردت قصة الذبح كاملة في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: “فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ*فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ*وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ*قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ*وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ”[9]، وأمر الله تعالى ابراهيم -عليه السلام- أن يذبح فداءً لذلك، والله أعلم.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن من هو النبي الذي ظهرت عند قدميه مياه زمزم، وهو نبي الله اسماعيل -عليه السلام- ابن سيدنا ابراهيم عليه السلام، كما عرّف بالنبي اسماعيل عليه السلام وقصة اسماعيل الذبيح.