من عقوبات كفر النعم
من عقوبات كفر النعم هي زوال النعم .
إن الله عز وجل أنعم على جميع عبادة بالكثير من النعم التي لا يمكن عدها، ومن المستحيل أن تحصي، ومن أكثر النعم التي مَنّ الله علينا بها هي نعمة السمع ونعمة البصر بالإضافة إلى نعمتي الكلام والنطق والشعور والاحساس بالاخرين وبذاتنا أيضا، ولا تقتصر نعم الله على ذلك فقط بل هو أنعم علينا بالذريات سواء كانت ذكور أو إناث، وأنعم علينا بالصحة والعافية [1] .
بالإضافة إلى مجموعة نعم هائلة لن نتمكن من ذكرها وعند قيام الفرد بتأمل جسده والتدقيق فيه فسوف يصاب بالذهول، فهو يظهر بأحسن صورة وعلى خلق ويتمتع بنعم كثيرة في جسده، كل ذلك سيجعل الفرض مصعوق من مدى عظمة الله وهول نِعمه، وأمام كل تلك النعم لم يتطلب الله منك أي مقابل سوى حمده على نعمه وشكره على دوامها واستمرارها، ومن الواجب على الفرد المسلم أن يقوم بإستخدام جميع النعم التي وهبها الله له بطريقة حسنة، ويبتعد عن الاهمال فيها أو يلحق بها أي ضرر .
فقد قال الله تعالى في كتابه الشريف العزيز بسورة إبراهيم “
وَآتَاكُمْ مِن كُلِّ مَا سَأَلتُمُوه وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ”، وقام الله تحذيرنا بأسلوب شديد من الكفر بالنعم وعدم حمده عليها، حيث ان الكفر بالنعم ينتج عنه مجموعة
عواقب صعبة وخيمة لن يتمكن الفرد من تحملها، وتم التأكيد أكثر
من مرة على أهمية وضرورة قيام الفرض بحمد الله وشكره على ما
وهبه له من نعم، والمسلم الصالح يقوم بالثناء على الله لكي يزيده
من نعيمه، فالله يجزي الشاكرين والحامدين ويبارك لهم في جميع أمور حياتهم، ويهبها الخير الوفير .
أما بالنسبة لنكران النعم فما هو إلا ظلم وطغيان بين وكبير للغاية، فربما يحسبه البعض أنه أمر هين ولكن في حقيقة الأمر فهو من الذنوب العظيمة التي يرتكبها الإنسان، في نكران وتجاهل نعم الله ما هو إلا ظلم يلحق بحقوق الله عز وجل، فقد قال الله في كتابه بسورة إبراهيم “وَإِذْ قَالَ موسَى لقَومِه اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أنْجَاكُم مِن آل فِرعَون يَسومُونَكُم سوءَ العَذَابِ”، وأن كلا من القرآن الكريم وهو كتاب الله بجانب السنن النبوية ذكر فيها عدد كبير من الأدلة والبراهين التي تؤكد وقوع عواقب شديدة وصعبة بالإضافة إلى عذاب الله في حالة كُفر الفرد بالنعم، فهذا ذنب ليس هين .
مثل لعقوبة كفر النعم في الدنيا مما جرى للأمم السابقة
تتواجد الكثير من القصص التي تتناول الكفر وعاقبته ومنها
القصة الشهيرة، وهي قصة الأبرص والأقرع والأعمى المنتميين لبني إسرائيل، وكان الله يريد ان يختبر مدي قوة الإيمان الخاصة به، فقام بوضعهم في مواقف صعبة وامتحان عسير، فقام الله عز وجل
بإرسال أحد ملائكته إلى كلا منهم، وعندما ذهب الملاك إلى
الرجل الأبرص طرح عليه سؤال في مضمونه ما هي أقصى
امنيه بالنسبة له؟ فأجاب الرجل أنه بحاجة الي جلد سليم حسن
ذا لون طبيعي وأن يخلصه من البرص، واعطاه الله ما تمني ووهبه ناقة عشر ويرجع السبب في ذلك لأنه يحب تربية الإبل [2] .
ثم توجهه الملك الي الرجل المصاب بالصلع أي الأقرع وطرح عليه نفس السؤال، فكانت إجابة الرجل انه بحاجة إلي شعر ذا مظهر حسن وأن يشفيه من مرضه، ثم طرح عليه سؤال أخر مضمونه ما الذي يفضله من المال، وكان جواب الرجل بقره، فأعطاه الله بقرة عشراء، ثم ذهب الملك إلي الأعمى، وطرح عليه الاسئله وكانت الإجابة أنه يريد بصرة ثم وهبه الله ولد، وبعد ذلك ذهب الملك بصورة كل فرد منهم للرجال الثلاثه وبه ما كان بهم، وطلب المساعده، فقال الابرص والاصلع أنهم لم يحمدوا الله وامتنعو عن الاعتراف بقدرته وبمنه عليهم وقالو أن المال ورثهم الخاص .
أما الاعمي فقال له خذ ما تشاء فهذا من عند ربي، قال له امسك مالك فهذا مكافئة لك من الله على حمدك وشكرك واعترافك بقدرته، إن الله تواب غفور ويقبل توبة الخاشع الذي يتذلل إليه، فالله عز وجل
يفرح فرح شديد عند توبه أحد عباده عن أي خطأ كان يرتكبه، والعبرة ليست بالداية ولكن بالنهاية، في حالة شعور الفرد بذنب شئ قد اقترفه فسوف ينتج عن ذلك زيادة نسبة عبوديته وسيكون
بحاجة إلى أداء أعمال صالحة بمعدلات أكثر، وهذا يقربه من الله وسيزيد
من عمله الصالح، ولكن يجب أن تكون توبته من الذنب المقترف نصوحة،
فقال تعالى لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وقال رسولنا الكريم
«لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون،
فيغفر لهم»، فيجب على المسلم أن يذهب إلا الله دائما وأبدا ويتقرب منه لكي يغفر له ذنوبه ويقبل توبته .
انواع عدم شكر النعم
إن الكفر في الإسلام تم تقسيمه إلى نوعين ليس لهما ثالث:
النوع الأول: وهو الكفر الأعظم والأكبر وهو يتمثل في خروج المسلم من مَله الإسلام وابتعاده عن الدين، .
النوع الثاني: فهو الكفر الأصغر، وتتواجد الكثير من الأمثلة علي الكفر ومنها التالي:
-
جحود النعم وعدم حمد الله عليها.
-
استكبار المسلم على عبادة الله.