ما يجب وما لا يجب على المكلف تعلمه واعتقاده
ما يجب وما لا يجب على المكلف تعلمه واعتقاده
السؤال
الحديث الذي يقول…عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ، فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ، فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا ـ فهل معنى ذلك أنه يجب علي تعلم الإيمان أولا، ثم القرآن؟ أم يمكنني الجمع بينهما؟ علما أنني فتاة بالغة: عمري 24 سنة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث الذي سألتِ عنه قد رواه ابن ماجه في السنن، وصححه الشيخ الألباني.
فمن بلغ ذلك العمر الذي وصلت إليه، فهو من المكلفين، ويجب في حقه تعلم العقيدة الصحيحة أولا، فهي أُولى فروض العين التي تجب على كل مكلف بعينه.
جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية: وأما قوله: ما الذي يجب عليه علمه؟ فهذا أيضا يتنوع، فإنه يجب على كل مكلف أن يعلم ما أمر الله به، فيعلم ما أمر بالإيمان به؟ وما أمر بعلمه؛ بحيث لو كان له ما تجب فيه الزكاة لوجب عليه تعلم علم الزكاة، ولو كان له ما يحج به لوجب عليه تعلم علم الحج، وكذلك أمثال ذلك. اهـ
وقال الأخضري المالكي في مقدمته: أول ما يجب على المكلف تصحيح إيمانه. اهـ
وتعلم القرآن ليس بواجب على كل شخص بعينه، بل هو من فروض الكفايات، كما تقدم في الفتوى: 108949.
وإذا أمكن الجمع بين تعلم الإيمان، وتعلم القرآن جمعا لا يترتب عليه تأخير تعلم العقيدة فلا بأس، فقد ثبت الترغيب في تعلم القرآن، وتعليمه، ومن ذلك قوله صلى الله عليه، وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. رواه البخاري، وغيره.
وراجعي المزيد عن هذا الموضوع في الفتويين: 160199، 51391.
والله أعلم.