جاء في تفسير ابن كثير لسورة العاديات أن العاديات ضبحًا
هي: قسم وفيه يقسم الله تعالى بالخيل إذا جريت في سبيله فعدت وضبحت
وهو الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، عن الأعمش، عن إبراهيم
عن عبدالله: والعاديات ضبحا هي الإبل، وقال علي: هي الإبل
وقال ابن عباس: هي الخيل، فبلغ عليًا قول ابن عباس، فقال: ما كانت لنا خيل يوم بدر، قال ابن عباس: إنما كان ذلك في سرية بعثت.
تفسير فالموريات قدحًا
يعني بها: حوافرها، وقيل: أسعرن الحرب بين ركابهن، قاله قتادة، وعن ابن عباس ومجاهد: فالموريات قدحًا: تعني مكر الرجال
ثم قيل: هو إيقاد النار إذا رجعوا إلى منازلهم من الليل، وقيل المراد بذلك نيران القبائل، وقال من فسرها بالخيل: هو إيقاد النار بالمزدلفة، وقال ابن جرير والصواب أنها الخيل حين تقدح بحوافرها.
تفسير الآيات إلى آخر السورة: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} قال ابن عباس، ومجاهد وقتادة: يعني إغارة الخيل صبحًا في سبيل الله
وقال من فسرها بالإبل: هو الدفع صبحً من المزدلفة إلى منى {فَأَثَرنَ بِهِ نَقعًا}: هو المكان الذي إذا حلت فيه أثارت به الغبار، إما في حج أو في غزو {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}: قال العوفي عن ابن عباس، وعطاء وعكرمة: يعني جمع الكفار من العدو
ويحتمل ان يكون: فوسطن بذلك المكان جميعهن، ويكون {جَمْعًا}: منصوبًا على الحال المؤكدة
ثم عن ابن عباس قال: «بعث رسول الله صل الله عليه وسلم خيلًا فأشهرت شهرًا لا يأتيه منها خبر، فنزلت {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}، ضبحت أرجلها
{فَالْمورِيَاتِ قَدْحًا}: قدحت بحوافرها الحجارة فأورت نارًا
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا}: صبحت القوم بغارة، {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}: أثارت بحوافرها التراب
{ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}: قال: صبحت القوم جميعًا».
{إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}: هذا هو المقسم عليه أي لنعم ربه لجحود كفور
قال ابن عباس: الكنود: الكفور، قال الحسن: هو الذي يعد المصائب وينسى نعم ربه
عن أبي إمامة قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: إنا الإنسان لربه لكنود، قال: «الكفور الذي يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده».
{وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}: قال قتادة وسفيان الثوري: وإن الله على ذلك لشهيد، ويحتما أن يعود الضمير على الإنسان {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}: أي وإنه لحب الخير وهو المال لشديد وفيه مذهبان، الأول أنه لشديد المحبة للمال، والثاني: وإنه لحريص بخيل: من محبة المال وكلاهما صحيح.
{أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بعْثِرَ مَا فِي الْقبُورِ}: أي أخرج ما فيها من الأموات {وَحصِّلَ مَا فِي الصدورِ} قال ابن عباس وغيره: يعني أبرز وأظهر ما كانوا يسرون في نفوسهم
{إِنَّ رَبَّهمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ}: أي العالم بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون، مجازيهم عليه أوفر الجزاء، ولا يظلم مثقال ذرة.