يذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ فقال الرَّجلُ : ألي هذه يا رسولَ اللهِ ؟ فقال : لك ولمَن عمِلَ بها من أمَّتي}.
سبب للنجاة من الشدائد: المداومة على الأعمال الصالحة سبب قوي للنجاة من الشدائد وقصة سيدنا يونس عليه
السلام في بطن الحوت لهي خير دليل، فقال الله سبحانه وتعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ
إِلَىٰ يَوْمِ يبْعَثُونَ}.
ثبات الأجر عند العجز: إن المؤمن الذي يداوم على الطاعات والأعمال الصالحة في الرخاء، يكافئه الله ويعطيه أجرها
إذا لم يقدر أن يقوم بها في الشدة، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: {إذا مرضَ العبدُ أو سافرَ كتبَ
لَهُ من العملِ ما كانَ يعملُهُ وَهوَ صحيحٌ مقيمٌ”.
سبب لحسن الخاتمة: الله يكتب لعبده الذي كان مطيعًا له في الدنيا ومداومًا على الأعمال الصالحة حسن الخاتمة
من باب رحمته وعدله، فالإنسان لا يدري متى يكون موته، فيتجهز له من خلال المداومة على الطاعات حتى يموت
على ما كان عليه من الأعمال.
سبب لدخول الجنة: إن جزاء المسلم الذي يؤدي صلاته وفروضه وعباداته في مواقيتها، الجنة، فما هو جزاء المؤمن
الذي يداوم على الطاعات والأعمال الصالحة تطوعًا وبشكل دائم، من المؤكد أنها الجنة ولكن أيضًا هي من باب
رحمة الله على عباده المتقين في الدنيا.[1][2]
من المداومة على الأعمال الصالحة
المداومة على القيام والصيام بعد رمضان .
عادة ما يشعر الناس في مواسم الطاعات بالحماس تجاه الفرائض، وليس هذا فقط بل يشعرون بالحماس كثيرًا
تجاه العبادات الأخرى غير المفروضة، فيقومون بأداء الكثير من العبادات مثل قيام الليل بركعات كثيرة والوقوف
للدعاء لساعات عديدة لا يكلون ولا يملون.
من المؤسف أن الإنسان بعد انتهاء مواسم الطاعات يعود للفتور والضعف مرة أخرى، وذلك لأن الجماعة تحمس
بالفعل أما الفرد وحده عادة ما يصيبه الفتور حينما لا يجد من يشجعه على أداء العبادات، لذلك مدح الله المداومة
على العبادات والطاعات حتى وإن قلت، فإن الدوام خير من الكثرة في مواضع كثيرة، وخاصة هذا الموضع.
من أكثر الأمثلة التي تضرب في الدوام هي المداومة على الصيام والقيام بعد رمضان، لذلك كانت من السنن
المؤكدة بعد رمضان صيام ست أيام من شوال، فمن صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله،
ويحفزه على صيام السنن بعد ذلك وأيضًا صيام التطوع كصيام الاثنين والخميس وصيام الأيام القمرية، ونفس الأمر يطلق على المحافظة على القيام.[3]
فضل المداومة على الطاعات
من صفات المؤمنين.
وصية الله للرسول.
أحب الأعمال إلى الله.
للمداومة على الطاعات فضل كبير في الشريعة الإسلامية لأهميتها الكبيرة في زيادة الإيمان ومحو الذنوب
والإقبال على الله بقلب خاشع، فذكرت المداومة على الطاعات كثيرًا في القرآن والسنة لأن الطاعات والأعمال
الصالحة هي أجل الأشياء التي خلقنا الله لأجلها، ومن فضائل المداومة على الطاعات:
من صفات المؤمنين: إن المداومة على العبادات والأعمال الصالحة من الصفات الواضحة الجلية لصفات المؤمنين
المتقين الجادين في عبادتهم إلى الله سبحانه وتعالى، فذكر الله سبحانه وتعالى من صفات المؤمنين:
{الَّذِينَ همْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ}، فالدوام من صفات المؤمنين المصلين، لأن الصلاة على رأس للعبادات، فقال ابن
زيد في تفسير هذه الآية: هؤلاء المؤمنون الذين مع النبيّ صلى الله عليه وسلم على صلاتهم دائمون.
وصية الله للرسول: وصى الله الأنبياء والرسل وصية عظيمة في هذا الباب وهي المداومة على العبادة والصلاة ما
داموا أحياء، فقال الله سبحانه وتعالى لعيسى عليه السلام: {وَجَعَلَنِي مبَارَكًا أَيْنَ مَا كنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ
مَا دمْتُ حَيًّا}، وأمر بها النبي محمد أيضًا فقال: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}، أي أمر الله سيدنا عيسى عليه
السلام بالعبادة مادام على قيد الحياة، وأمر الله النبي محمد بالعبادة حتى يأتيه الموت، وهذا حث صريح من القرآن
على الدوام على العبادات والأعمال الصالحة.
أحب الأعمال إلى الله: إن أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى الأعمال الصالحة وإن قلت، ففي حديث عائشة
رضي الله عنها قالت: كانَ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حَصِيرٌ، وَكانَ يُحَجِّرُهُ مِنَ اللَّيْلِ فيُصَلِّي فِيهِ، فَجَعَلَ
النَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاتِهِ، وَيَبْسُطُهُ بالنَّهَارِ، فَثَابُوا ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقالَ: يا أَيُّهَا النَّاسُ علَيْكُم مِنَ الأعْمَالِ ما تطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ
لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وإنَّ أَحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللهِ ما دووِمَ عليه، وإنْ قَلَّ. وَكانَ آلُ محَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذَا عَمِلُوا
عَمَلًا أَثْبَتُوهُ.
وهذا حث صريح من السنة على الدوام على الأعمال الصالحة حتى وإن قلت بل هي الافضل والأحب إلى الله عز