ماهو سبب نزول سورة التحريم

ماهو سبب نزول سورة التحريم

سورة التحريم سورة التحريم هي سورة مدنية نزلت على النبي الكريم بعد سورة الحجرات،

عدد اَياتها اثنتي عشر اَية وتُعد اَخر سور الجزء الثامن والعشرين،

تأتي بترتيب سور المصحف الشريف بعد سورة الطلاق وقبل سورة الملك،

بدأ الله تعالى السورة الكريمة بأسلوب نداء للنبي الكريم بقوله:

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}،

وفي التعمق بالاَية الكريمة يتبين الرفق بمُخاطبة الحبيب بمناداته بلفظ النبي وفي ذلك من البلاغة

الكبيرة بتذكير الرسول بأنه قدوة وعليه التصرف وفق ذلك،

وفي هذا المقال نُسلط الضوء على سبب نزول سورة التحريم بالإضافة لمحاورها ومضامينها،

والتطرق لمنزلة مريم -عليها السلام- في السورة الكريمة.

 سبب نزول سورة التحريم سبب نزول سورة التحريم فيه اختلاف بين العُلماء،

وقيل أن النبي الكريم كان يمكُث عند زوجته زينب بنت جحش وشرب عندها عسل،

واتفقت زوجاته عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر أن من فيهن يدخُل عليها النبي الكريم تقول له

إني أجد منك ريحة مغافير، أكلت مغافير، وبالفعل عند دخوله على أحداهن قالت المُتفق عليه،

فكانت إجابته “لَا، بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بنْتِ جَحْشٍ ولَنْ أعُودَ له”،

 هذه القصة حسب بعض العُلماء تُعد سبب نزول سورة التحريم، والجدير ذِكره أن المغافير عبارة عن

صمغ يخرُج من نوعية مُعينة من الأشجار.

وقيل أن سبب نزول سورة التحريم يعود إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في بيت زوجته

حفصة برفقة زوجته ماريا القبطية وكانت صاحبة البيت تزور والدها عمر بن الخطاب،

وعند عودته من الزيارة شاهدت ماريا في بيتها مع النبي الكريم فلم تدخل البيت حتى خروج ماريا منه،

وعندما شاهد النبي الكريم وجه حفصة وعليه ملامح الغيرة والكآبة،

طلب منها الّا تُخبر عائشة ووعدها بأن لا يمر بها أبدًا، والصحيح الأول والله تعالى أعلم.

 محور سورة التحريم سبب نزول سورة التحريم طريق للحديث عن محور السورة،

هذه السورة قائمة على محور وحيد وهو تحريم النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- على نفسه شيئًأ

مُباحًا أي الامتناع منه، وإسراره حديثًأ إلى جزء من زوجاته ولذلك أُفتتحت السورة بعتاب من الله تعالى

لنبيه الكريم، وبالسورة فتح باب التوبة لزوجات النبي والتهديد بحال الاستمرار على ما كانتا عليه،

من ثم توجيه الخطاب للمؤمنين بإنقاذ أنفسهم وأهليهم من النار وذلك عن طريق طاعتهم للخالق

وسيره على نهج خاتم الأنبياء والمُرسلين، وبالاَيات الكريمة أهمية التوبة قبل فوات الأوان.

 وسورة التحريم فيها منهج يحث على حمايةالأسرة،

ومن خلال اَياتها يجد فيها المُسلم التوجيهات الربانية في منهجية تربية الأُسرة والحياة الزوجية،

والدين الإسلامي اهتم باستقرار الأُسرة لأن ذلك يؤدي إلى توازن المُجتمع الإسلامي،

لأن قوة المُجتمع تأتي من اللبنة الأولى فيه وهي الزواج والذي يكون بداية تشكُل أُسرة،

ومن بدأ حياته الأُسرية بالتقرب من الله تعالى نال الأجر والثواب وأخرج جيل متنور يُفرق بين الحق

والباطل، كما حثت السورة على إبقاء الود، ولم تذكر القصة التي عاتب الله تعالى نبيه الكريم فيها وإنما

وضعت أساس صحيح للمسلمين دون استثناء.

 مضامين سورة التحريم يجب التطرق لمضامين ودروس السورة خصوصًا بعد معرفة سبب نزول سورة

التحريم، من مضامينها أن فيها عتاب لنبي الرحمة -عليه الصلاة والسلام- لمنع نفسه من بعض الأمور

الذي أحلها الله تعالى وذلك لإرضاء زوجاته، ثم توجيه الأمر للمسلمين لحماية أنفسهم وأهليهم من

جهنم وذلك بطاعة الله ورسوله، كما حثت السورة على التوبة الخالصة ووضحت أن الكفار لا تُقبل منهم

الإعتذارات يوم القيامة، وهذه السورة تُبين أن حياة النبي الكريم الخاصة تُعد كتاب مفتوح للناس

للاستفادة منها وتطبيقها على الواقع، كما أن زوجاته أُمهات المؤمنين يُعاتبن لأنهن القدوة لنساء

المؤمنين، ومن الدروس المستفادة من السورة أن يملك نفسه عند الغضب وأن لا يعقد الأَيمان في تلك

اللحظة،وأن لا يُحرم المسلم على نفسه شيئًا أحله الله تعالى، ومن الدروس أيضًا عدم الاهتمام

بالتفاصيل الدقيقة لعدم تسبب الحرج للاَخرين.

 ختام السورة فيه دعوة لجهاد أهل الكُفر والنفاق،

ولأن الإنسان مسؤول عن نفسه أمام الله تعالى يوم الحساب فقد ضرب الله أمثله للمؤمنين والكافرين،

فجاء مَثل الكافرين بامرأتي نوح ولوط -عليهما السلام-، وللمؤمنين بامراة فرعون بقوله تعالى:

{رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ}،

 ولأن الإيمان كنز لا يفنى وأجرهُ الجنة الأبدية،

رفضت إمراة فرعون نعيم الطاغية الزائل، وطلبت نعيم من الله تعالى الدائم،

وأن العبرة في الاَخرة تكون بالأعمال الصالحة وليس بالجاه والنسب والأموال والقوة وما شابه ذلك من

أمور الدنيا الزائلة، وهذا يدل على حكمة آسيا و أنها واجهت الكثير من المصاعب وابتليت بزوج ظالم،

لكنها صبرت وتحملت والتجأت بالله ولاذت به وكانت من أفضل نساء العالمين.

 منزلة مريم في سورة التحريم سبب نزول سورة التحريم ومعرفته يؤدي لمقارنة بين سورة التحريم

وسورة الأنبياء من حيث ذِكر مريم -عليها السلام-، في سورة الأنبياء لم تُذكر أُم عيسى -عليه السلام-

باسمها ولكن ذكرها الله تعالى بقوله: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}،

 أما في سورة التحريم فذُكرت باسمها بقوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}،

 والسبب أن سورة الأنبياء كان سياق الحديث عن الأنبياء مثل إبراهيم ولوط وموسى وزكريا ويحيى

-عليهم السلام- ولم يُذكر أسمها لأنها ليست نبية والمذكورين أنبياء،

أما في سورة التحريم ذُكر أسمها لأن سياق الحديث عن النساء مثل امرأتي لوط ونوح -عليهم السلام، فهي مع الأنبياء أقل منهم ومع النساء أعلى منهن منزلةً

السابق
الالحاد بين الاسلام والكفر واتباع الاديان السماويه
التالي
نبذة عن شعيب بن ميكائيل

اترك تعليقاً