
ماهو دور أم سلمة في صلح الحديبية

يحيلنا دور أم سلمة في صلح الحديبية على العمل الكبير الذي يمكن أن تلعبه المرأة الفاضلة في
صناعة القرار والحفاظ على وحدة الجماعة،
فـ بفضل حكمة ومشورة أم سلمة رضي الله عنها استطاع المسلمون تجاوز أجواء التوتر التي سادت
بينهم بعد توقيع صلح الحديبية. فأين يتجلى دور أم سلمة في صلح الحديبية ؟
حياة أم سلمة رضي الله عنها
هي أم المؤمنين أم سلمة واسمها هند بنت أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر مخزوم ولدت عام
598 ميلادية، واسم أمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة .
كان أبوها من أكرم الناس وأجودهم ولقب بزاد الركب، لأنه كان اذا خرج للسفر يحمل معه زادا يكفي
الجميع، وقد تزوجت رضي الله عنها بعبد الله بن عبد أسد بن هلال الصحابي المشهور بأبي سلمة،
وبعد وفاته تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام، الذي كان يستشيرها نظرا لحكمتها ورجاحة عقلها،
وقد كان لدور أم سلمة في صلح الحديبية قيمة أساسية في استمرار الدعوة الاسلامية.
فقد كانت رضي الله عنها من السباقين للإسلام وهاجرت مع العشرة الأولين ومن ضمنهم زوجها أبي
سلمة إلى الحبشة حيث ولد هناك ابنها سلمة.
دور أم سلمة في صلح الحديبية
بعد عزم النبي على زيارة مكة من أجل أداء العمرة بعد الرؤيا التي رآها في منامه، استنفر أصحابه من
المهاجرين والأنصار للخروج معه، وكان من ضمن الركب أم المؤمنين أم سلمة.
وبعد وصولهم إلى منطقة الحديبية اعترضتهم قريش زعما منها أنهم جاؤوا لمحاربتها، غير أن النبي
عليه الصلاة والسلام شرح لهم الغاية من زيارته هو وأصحابه،
وبين لهم أنهم قدموا إلى مكة بهدف أداء العمرة وليس الحرب، وانتهت المفاوضات بين المسلمين
وقريش بتوقيع صلح الحديبية، الذي تضمن مجموعة من الشروط التي وافق عليها النبي عليه الصلاة
والسلام، غير أنها لاقت اعتراضا من الصحابة .
فبعد كتابة صلح الحديبية؛ أمر النبي أصحابه أن يقوموا إلى الهدى لـ ينحروه، لكن لم يستجب أي واحد
منهم رغم تكراره صلى الله عليه وسلم للأمر ثلاث مرات، وبعدها ذهب إلى أم المؤمنين أم سلمة
وقص عليها ما وقع، فأشارت عليه رضي الله عنها بأن يقوم للهدى وينحره بنفسه و ألا يكلم أحدا منهم.