
ليلة القدر وفضلها على المسلم
ليلة القدر وفضلها على المسلم … ان فضل ليلة القدر على المسلمين عظيما، فقد انزل القرآن الكريم في ليلة القدر وهي ليلة خير من الف شهر، ولقد خص الله تعالى بذكرها في القرآن الكريم
- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنه قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “من قام ليلة القدر إيماناً وَاحْتِسَابًا،- غفر الله له- ما تقدّم من ذنبه”
- رواه البخاري ومسلم.
- يوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أهمية قيام تلك الليلة.
- والذي يحرص على القيام في الليالي العشر تحديداً، فقد أدرك ليلة القدر.
- لذلك يقوم العبد بالكثير من العبادات في العشر الأواخر راجياً من الله -عز وجل- أن ينال فضل هذه الليلة.
كيف يكون قيام ليلة القدر؟
- لنا في نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- قدوة حسنة، فقد كان حرصه على قيام الليل في الليالي العشر أكثر من باقي العبادات.
- عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشرة شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.
- كان -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في الصلاة، وفي الذكر وقراءة القرآن، ويتضرّع لله بكل جوارحه.
- وكان عليه أفضل الصلاة والسلام دائماً ما يذكّر أهله بفضل هذه الليلة.
- فيوقظهم للقيام وللدعاء واغتنام فرصة هذه الليلة المباركة.
ويكون قيام ليلة القدر كما يلي:
الصلاة
- من السنّة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بدأ هذه الليلة بالصلاة والتهجد، فمن حرص على قيام ليلة القدر وهو موقن بما وعده الله به، كان جزاؤه مغفرة كل ما تقدم من ذنبه كما ذكرنا في الحديث الشريف.
- وكان -صلى الله عليه وسلم- يؤدي هذه الصلاة ركعتي ركعتين، كما جاء في الحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “صلاة الليل مثني مثني، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة تُوتر له ما قد صلى”.
- وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصلي القيام إحدى عشرة ركعة.
- وذلك لحديث عائشة رضي عنها قالت “ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة”.
- فمن أراد أن يزيد عن إحدى عشرة ركعة فلا بأس، ومن أراد أن يفعل كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو أفضل.
- وفي عهد الخلفاء علي وعثمان وعمر رضوان الله عليهم جميعاً، كانوا يصلونها عشرون ركعة.
- ولأن الصحابة كانوا يعلمون مقدار هذه الليلة المباركة، كانوا يجتهدون في الصلاة في رمضان عامة.
- وفي العشر الأواخر من رمضان خاصة لكي يحظوا بليلة القدر.
- كان بعض الصحابة يصلون القيام ثلاث وعشرون ركعة، وهناك رواية للإمام مالك أنهم كانوا يصلون ستاً وثلاثين ركعة.
- وسميت صلاة القيام بصلاة التراويح لأنهم كانوا يرتاحون بين كل أربعة ركعات.
الدعاء
- إن من أحب العبادات لله -عز وجل- الدعاء، حيث يقوم العبد بالتوسل إلى الله وطلب العفو منه.
- وإقرار العبد بأنه لا حول ولا قوة له إلا بالله.
- وينبغي على العبد إن أراد قيام ليلة القدر، أن يجتهد في الدعاء.
- وقد أكّد ذلك قدوتنا -صلى الله عليه وسلم- في حديث السيدة عائشة “قالت يا رسول الله، أرأيت أن علمت أي ليلةً هي ليلة القدر، ماذا أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عني”.
- وعلى المسلم أن يكون دعاؤه في تلك الأيام المباركة، من الأدعية التي تم ذكرها في القرآن الكريم.
- والدعاء في ليلة القدر ليس محصوراً في دعاء واحد، بل يدعو العبد بكل ما يريد.
- ويطلب من الله كل ما يتمنى، ولا ينسى أهله وأصدقاءه من دعائه.
- كما ينبغي للعبد أيضاً أن يدعو الله بالأدعية التي دعا بها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- كما ذكرنا في الحديث.
- إن ليلة القدر وقيامها فرصة للعبد بأن يطلب من الله ما يشاء، لأن في هذه الليلة تُكتب أقدار العام كله.
الاعتكاف
- ويقصد بالاعتكاف أن يلزم المسلم مسجداً ويتفرغ من كل شيء للعبادة.
- فيقوم بالذكر والقرآن وتلاوة القرآن بهدف أن يدرك ليلة القدر.
- يمتنع المعتكف عن الحديث إلا للضرورة، ويحرُم عليه الجماع أو ما يدفع له.
وهناك ثلاث حالات لخروج المعتكف من مسجده:
- جائز للمعتكف أن يخرج للوضوء، أو لقضاء حاجته، أو يغتسل من الجنابة، إن كان لا يستطيع فعل ذلك في المسجد.
- لا ينبغي للمعتكف أن يخرج من المسجد لتلبية طاعة غير واجبة عليه كأن يزور مريضاً.
- أو يحضر جنازة، إلا إذا كان المريض يحبه وقد بدا عليه علامات الموت.
- على المعتكف ألا يخرج من المسجد للبيع أو الشراء، فهو بذلك يخالف معنى الاعتكاف.
الأعمال الصالحة
يكثر العبد من العمل الصالح في تلك العشر الأواخر، راجياً من الله -عز وجل- بأن يدرك ليلة القدر، وهذه الأعمال كثيرة ومنها:
- أداء كل ما فرضه الله -عز وجل- وتطبيق سنّة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- إفطار صائم، وإطعام المساكين.
- التبكير للمسجد، والتعجيل بالفطور مع كثرة الدعاء.
فضل قيام ليلة القدر
- قال الله تبارك تعالى في كتابه “ليلة القدر خير من ألف شهر”.
- ذلك لما بها من بركة في العمل الصالح فيها، فقد جعل الله العبادة والعمل الصالح فيها أفضل من العمل الصالح في ألف شهر.
- فمن قام هذه الليلة تضرعاً لله، ويقيناً منه في وعد الله له، أكرمه الله بالأجر العظيم.
- ومغفرة ما تقدم من ذنوبه.
- ولذلك على العبد أن يكثر من الدعاء وأن يحرص على القيام والقرآن في تلك الليالي التي قد تكون من بينها ليلة القدر.