كيف يتدبر المسلم كتاب الله عز وجل

كيف يتدبر المسلم كتاب الله عز وجل

كيف يتدبر المسلم كتاب الله عز وجل

كيف يتدبر المسلم كتاب الله عز وجل

 

أوجب الله على عباده المسلمين تدبر القرآن الكريم، والتمعن في آياته، والاستفادة من العلوم المهمة؛ لتحقيق الفهم الصحيح، والنظر الدقيق، والوصول إلى نتائج ودلالات سليمة، ولكن يجد الكثير منا صعوبة في تدبر القرآن الكريم ولذلك يزيد البحث عن إجابة لسؤال كيف يتدبر المسلم كتاب الله عز وجل ويفهم معانيه؛ ومن الواجب على المسلم أن يتبع بعض الخطوات التي تعينه على تدبر القرآن الكريم.

كيف يتدبر المسلم كتاب الله عز وجل

 

يحتاج تعلم تدبر القرآن إلى خطوات تساعد على معرفة كيف يتدبر المسلم كتاب الله عز وجل ومن تلك الخطوات الآتية:

الاستعداد النفسي للتدبر

يبدأ تدبر القرآن من إرادة الشخص داخليا، ثم يظهر أثر القرآن وتدبره، ولا يمكن أن يتحقق ذلك دون وجود إرادة أو دافع؛ ليتعلم التدبر، ويطبق ذلك في أمور حياته، وقد يوجه المعلم تلاميذه، إلا أن الدور الأكبر يقع على عاتق الشخص نفسه؛ بالتأمل، والنظر، والبحث؛ فالتدبر عملية ذهنية.

ويمكن تحقيق الاستعداد باختيار المكان المناسب، وتوطين القلب على التدبر، واختيار الوقت الملائم؛ لئلا ينصرف تركيزه عن القرآن، ويتأثر بما يدور حوله، ومما يساعد على ذلك: استقبال القبلة عند القراءة، والحرص على الطهارة، والخشوع في الجلسة، أما الأوقات المفضلة، فمنها وقت السحر.

التوجه إلى الله بالدعاء

الاعتماد على الأسباب دون الرجوع إلى مسبب الأسباب من الأخطاء التي قد يقع فيها العباد؛ إذ لا بد من اللجوء إلى الخالق في أمور الحياة جميعها، وطلب التوفيق والإعانة منه؛ لتحقيقها ما يراد منها، والتوجه إلى الله أن يرزقه العيش في رحاب القرآن بصدق، وأن يجعل القرآن ربيعا لقلبه، وشفيعا وشاهدا له يوم القيامة، ويسهل عليه فهم الآيات.

المراقبة الذاتية أثناء القراءة

على القارئ أن يراقب نفسه أثناء القراءة، وينظر إلى ما يمنعه من الوصول إلى التدبر، ويبحث عن الحلول لتجاوزه، ويسعى إلى استخدام الطرق والحالات التي يستفيد منها، كالقراءة من المصحف نفسه، أو القراءة مما يحفظه، وينظر إلى قراءته أثناء الصلاة، وخارجها؛ فإن كان تدبره وفهمه للآيات في الصلاة أفضل من خارجها، فإنه يحرص على الإكثار من صلاة النوافل، وإن كان تدبره خارج الصلاة أفضل، فإنه يحرص على الإكثار من قراءة القرآن في النهار، والليل.

كما يمكن تحقيق التدبر بتلاوة الآيات بصوت عال، أو خفضه؛ بحسب الحال الذي يحقق ذلك، ويمكن تحديد الأماكن التي تحقق التدبر بصورة أكبر؛ فإن كان المسجد على سبيل المثال مكانا للخشوع؛ لبعده عن ملهيات الحياة، فلا بد من الحرص على زيارة المسجد.

عدم التعجل في القراءة

يحتاج تدبر القرآن إلى التأني، ولا بد من تلاوته بهدوء وروية، والحرص على تعويد النفس على ذلك؛ فالاستعجال في القراءة ليست وسيلة لإدراك معاني القرآن، ولا يتحقق الخشوع عند قراءة الآيات.

وليست الغاية من قراءة القرآن ختمه فقط، بل لا بد من التعمق والبحث عن مقاصد القرآن، وقد ورد أن الأفضل للمسلم عدم ختم القرآن في أقل من ثلاث أيام؛ استنادا إلى السنة النبوية، وإن كانت القراءة في شهر رمضان.

اعتبار الخطاب الإلهي موجها إلى النفس

خطاب الله موجه إلى كافة الناس على اختلاف العصور والأزمنة؛ فالتدبر يتحقق بشعور العبد بأن الآيات خطاب موجه من الله إليه، فيستشعر الآيات، ويقف عليها، ويسعى إلى استجابة أمر الله الوارد في الآيات، فإن قرأ آية فيها نهي ابتعد وترك ذلك الأمر، وكأنه موجه إليه، وإن سمع آيات عن قصص الأمم السابقة اعتبر واتعظ بها، وعلى المتدبر أن يسقط القرآن على نفسه، وواقعه، ويتساءل عن مراد الله، وغايته.

المحافظة على الورد اليومي

أمر الله -تعالى- عباده بتلاوة القرآن، ولم يلزمهم بقدر معين؛ فكل شخص له ظروف تختلف عن غيره، ولهذا يقرأ بحسب ما يناسبه، فقراءة القرآن تعد الصلة التي تربط بين العبد وربه، وعلى كل شخص أن يحافظ على تلك الصلة بالطريقة التي تناسبه، وعلى كل مسلم أن يكون له ورد خاص به؛ ورد للتلاوة.

ويستحب أن يكون الورد يوميا، وورد للحفظ والمراجعة، وورد للاستماع، وورد للدراسة؛ بالتأمل في معاني القرآن، وفهمها، وورد للمدارسة مع الغير، وورد خاص للتدبر؛ بالوقوف على الآيات، والبحث في معانيها، والرجوع إلى كتب التفسير؛ للكشف عما هو غامض، وقد تعينه على ذلك مشاركته غيره من أصحاب الهمم العالية؛ فيقرأ القرآن معه، ويستمعان إليه، مع الحرص على البحث في كتب التفسير؛ للوقوف على المعاني، ومراجعتها سويا.

حديث في فضل تدبر القرآن

 

وردت العديد من الأحاديث في فضل تدبر كتاب الله والحث عليه ومن أشهر هذه الأحاديث: يا أهلَ القرآنِ ! لا تَتَوَسَّدُوا القرآنَ، واتْلُوهُ حَقَّ تلاوتِهِ من آناءِ الليلِ والنهارِ، وأَفْشُوهُ وتَغَنُّوهُ، وتَدَبَّرُوا ما فيه لعلكم تفلحونَ، ولا تَعْجَلُوا ثوابَه، فإن له ثوابًا. [1]

 

السابق
دلالة إتيان الهدهد سليمان عليه السلام بخبر ملكة سبأ
التالي
أخطاء شائعة في الوضوء

اترك تعليقاً