كيفية وقت وفضل صلاة المغرب

كيفية وقت وفضل صلاة المغرب

صلاة المغرب وهي الصلاة الرابعة من الصلوات الخمس المفروضة عيناً على المسلمين وهي صلاة

جهرية من ثلاث ركعات لذلك قال عنها النبي ﷺ “صلاةُ المغربِ وِترُ النَّهارِ، فأوتِروا صلاةَ اللَّيلِ”

(السَّنَد على شَرط الشَّيْخَيْنِ). فهي الصلاة التي يختم بها المسلم نهاره ويستقبل بها ليله وهي أول

صلاة فُرِضَت في اللَّيل، تتبعها صلاة العشاء وهي الصلاة التي يرتبط آذانها بإفطار الصائم لأنه دلالة

على غروب الشمس وانقضاء وقت الصيام.

سبب تسميتها

أصل كلمة “المَغْرِبْ” من الفعل غَرَبَ وغربت الشمس أي اختفت وتلاشت واندثرت والمغرب هو موضع

وزمان وجهة غروب الشمس، لذلك سُمِّيَت صلاة المغرب نسبة إلى الوقت الذي تُؤدَّى فيه وهو أول

الليل.

كيفية صلاة المغرب

صلاة المغرب من ثلاث ركعات بينهما تَشهُّد أوسط بعد أوَّل ركعتين جهريتين ثم ركعة ثالثة سِرِّية ثُم

التشهد الأخير والأفضل أن يُؤديها المسلم جماعة في المسجد لعظيم الأجر والثواب.

فَعَن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ: “صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفَذِّ

بسبع وعشرين درجة” (رواه البخاري ومسلم). والفَذْ هو الفرد.

وكيفية صلاة المغرب كالتَّالي بعد إتمام شروط وُجُوبها وصِحَّتها:

بعد الإقامة واستقبال القبلة يرفع المصلي يديه نحو أذنيه مكبراً بقول “الله أكبر” بحيث يسمع نفسه

بينما هو ناظر إلى موضع سجوده طوال الصلاة (في حالة الصلاة الفردية).

أما في صلاة الجماعة فبعدما يُكَبِّر الإمام تكبيرة الإحرام لِلرَّكعة الأولى قائلاً: “الله أكبر”،

يرفع المصلي يديه نحو أذنيه مردداً خلفه “الله أكبر”

بحيث يسمع نفسه وبذلك يدخل في الصلاة ورفع اليدين سُنَّة لكن الصلاة لا تصح بدون التكبير ويتبع

المصلي الإمام في صلاته في التكبير والركوع والسجود والقيام من الركوع والسجود والتسليم ولا

يَصِح أن يسبقه.

بعد التكبير يقرأ المُصَلِّي دعاء الإستفتاح سراً قبل قراءة سورة الفاتحة وهو سُنة له أكثر من صيغة

أشهرها “اللَّهمَّ باعِدْ بَيْني وبَيْن خَطايايَ كما باعَدْتَ بَيْنَ المشرِقِ والمغرِبِ اللَّهمَّ نقِّني مِن الخَطايا كما

يُنقَّى الثَّوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ اللَّهمَّ اغسِلْني مِن خَطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ”.

قراءة سورة الفاتحة وهي شرط من فروض الصلاة وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم جهراً

(إلا فيما يجهر به الإمام إذا كانت الصلاة جماعية).

تكبيرة الركوع والإنحناء بملامسة اليدين للركبتين حتى يطمئن ظهر المصلي مع قول:

“سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيمْ” ثلاث مرَّات ( سِراً ) خلال الركوع.

القيام من الركوع بِقَول: “سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهْ” والرَّد بقول: “رَبَّنا لك الحمد”.

تكبيرة السُّجود ثم السجود على الأعضاء السبعة مع قول: “سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعلَى” ثلاث مرَّات (سراً).

الرَّفع من السجدة الأولى مع الجلوس والظهر مُستقيم وقول “رب اغفر لي” ( سِراً ).

التكبير والسجود مجدداً مع قول “سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعلَى” ثلاث مرَّات ( سِراً ).

القيام من الركعة الأولى مُكبراً، وبذلك تنتهي الركعة الأولى وتبدأ الركعة الثانية.

إتِّباع نفس خطوات الركعة الأولى لكن عند انتهاء السَّجدة الثانية من الركعة الثانية،

يجلس المُصلي للتشهد الأوسط أو التشهد الأول.

يقرأ المصلي التشهد الأول وصيغته: “التحيات لله والصلوات والطَّيبات،

السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين،

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله” مع رفع إصبع السَّبَّابة.

بعد الإنتهاء من التشهد الأول يقوم مكبراً لصلاة الركعة الثالثة ويقرأ فيها الفاتحة وما تيسَّر من القرآن

سراً دُون أن يجهر به ثم يركع ويسجد كما فعل في أول ركعتين وعند الإنتهاء من السجدة الثانية للركعة

الثالثة يجلس للتشهد الأخير وهنا يقرأ صيغة التشهد الأولى مع إضافة صيغة الصلوات الإبراهيمية

بقول: “اللهم صلّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد

مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم،

إنك حميد مجيد”.
ثُم التسليم بالإلتفات يميناً مع قول: “السلام عليكم ورحمة الله”

ثم يساراً مع تكرار نفس الجملة وبذلك يَفْرَغ المسلم من صلاة المغرب وتنتهي.

ويُقرأ في صلاة المغرب من السور قصار المفصل ( أي من سورة الزلزلة إلى آخر القرآن ).

وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:

“ما صلَّيت وراء أحد بعد رسول الله ﷺ أشبه صلاة برسول الله ﷺ من فُلان،

وذَكَرَ سليمان بن يسار أنه كان يقرأ في المغرب بقصار المفصل” (رواه أحمد).

وقت صلاة المغرب

يقع وقت صلاة المغرب من أول غروب الشمس حتى غياب الشفق وهو الضوء الأحمر الذي يظهر بعد

غياب الشمس غرباً، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: سُئلّ النبي ﷺ عن

وقت الصلوات فقال: “… ووقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس” وعن سَلَمَة بن الأكوع رضي الله عنه

“أن رسول الله ﷺ كان يصلي إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب”.

أما الدلائل بخصوص آخر وقت لصلاة المغرب وهو غياب الشفق، ما جاء في حديث عبد الله بن عمرو

رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله،

ما لم يحضر العصر ووقت العصر ما لم تصفر الشمس ووقت صلاة المغرب ما لم يغِب الشفق..”

إلى آخر الحديث.

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

“أن رسول الله ﷺ أتاه سائل يسأله عن مواقيت الصلاة، فلم يرد عليه شيئاً”..

وفيه “ثم أَخَّر المغرب حتى كان عند سقوط الشفق، ثم أَخَّر العشاء حتى كان ثلث الليل الأول،

ثم أصبح فدعا السائل، فقال: الوقت بين هذين” (رواه أحمد ومسلم).

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ: “إن للصلاة أولاً وآخراً،

ثم ذكر فيه: وإن أول وقت المغرب حين تغرب الشمس وإن آخر وقتها حين يغيب الأفق”

(رواه أحمد).

والأفضل التعجيل بصلاة المغرب فقد كان الرسول ﷺ يُعجِّل بها في أول وقتها،

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال:

“كان المؤذن إذا أذَّن قام ناسٌ من أصحاب النبي ﷺ يبتدرون السواري حتى يخرج النبي ﷺ

وهم كذلك، يُصلون الركعتين قبل المغرب ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء” (رواه البخاري)

وعن سَلَمَة بن الأكوع رضي الله عنه: “أن رسول الله ﷺ كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس

وتوارت بالحجاب” وعن رافع بن خديج رضي الله عنه أنه قال:

“كنا نصلي المغرب مع رسول الله ﷺ، فينصرف أحدنا وأنه ليبصر مواقع نَبْلِه” (صحيح مسلم).

بمعنى أنهم ينصرفوا من صلاتهم ولم يكتمل ظلام الليل بحيث يروا مواضع النِّبَال التي رموها دليلاً على

التبكير بصلاة المغرب وعن جابر بن عبد الله أنه قال:

“كان النبي ﷺ يُصلِّي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نَقيَّة والمغرب إذا وجبت..” (رواه البخاري).

سُنَّتُها

صلاة المغرب لها صَلَاةُ سنة مؤكدة بعد الفرض

“راتبة بعدية” أي ركعتان سنة بعد أدائها ولها راتبة قبلية مستحبة ركعتان بعد الأذان وقبل قيام الصلاة

مباشرة ومما جاء في الراتبة البعدية لصلاة المغرب أن عبد الله بن شقيق رحمه الله، قال:

سألتُ عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله ﷺ؛ عن تطوُّعِه؟

فقالت: “كان النبي ﷺ يصلي في بيته قبل الظهر أربعاً،

ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين وكان يصلي بالناس

المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين ويصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي فيصلي ركعتين.. وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين”.

وبالنسبة للراتبة القبلية ما بين الأذان والإقامة فقد ورد عنها عن عبد الله بن مُغفل رضي الله عنه،

أن النبي ﷺ قال: “بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة،

بين كل أذانين صلاة، ثم قال في الثالثة: لِمَن شاء، كراهية أن يتخذها الناس سُنَّة

” أي بين أذان الصلاة وأذان الإقامة وهي سنة مستحبة لكنها ليست مؤكدة.

فضل صلاة المغرب

عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ:

“لا تزال أُمَّتي على الفطرة ما لم يُؤخروا المغرب حتى تشتبك النُّجوم”

، والفطرة دليل على صلاح الأمة بحيث إذا عجل الناس أداء صلاة المغرب دلَّ ذلك على صلاحهم.

السابق
من أروع الأدعية ..دعاء السفر
التالي
سؤال وجواب حول تفسير الأحلام والرؤى

اترك تعليقاً