سورة النجم | تعريفها وسبب نزولها وأهم مواضيعها

سورة النجم | تعريفها وسبب نزولها وأهم مواضيعها

 

 

 

سورة النجم ، يضم القرآن الكريم العديد من السور التي تحمل في معانيها الهدى والصلاح للبشرية، ولكل منها خصائص مميزة وأسباب نزول آياتها الشريفة، نتناول بالذكر منها سورة النجم ومعالمها الكريمة

 

معلومات حول سورة النجم

تعد هذه السورة ضمن السور المكية أي التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة في مدينة مكة، يبلغ عدد آياتها اثنتان وستون آية.

تقع في المصحف الكريم في السورة الثالثة والخمسون عند الجزء السابع والعشرين، تتميز سورة النجم باحتوائها على اثنين وستين سجدة وثلاثمائة وستون كلمة.

نزلت بعد نزول سورة الإخلاص وهي تعد أول سورة معلنة على الملأ أمام المشركين في مكة، وذلك لقول الصحابي ابن مسعود (هي أول سورة أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة).

أسباب تسمية سورة النجم

يعود سبب تسمية هذه السورة بالنجم لأن الله سبحانه وتعالى بدأها بقسم بالنجم، ولأن الله لا يقسم إلا بكل ما هو عظيم لذلك سميت السورة بهذا الاسم.

هناك بعض الفقهاء الذين يسمون السورة بالآية الأولى منها فيطلقون عليها سورة (والنجم إذا هوى).

فضل قراءة سورة النجم

تعد قراءة القرآن الكريم من أجمل العبادات التي تقرب العبد من ربه سريعا، حيث فيها يتحدث الله مع عباده المخلصين فيرشدهم إلى طريق الخير والصلاح.

فالقرآن هو الصلة المتينة بين كل عبد والله سبحانه وتعالى، لذلك أوصى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بضرورة قراءة القرآن كل يوم ولو آية، فلا يجب الانقطاع عنه أو هجره لما فيه من ذنب كبير وجفاء يسود القلب بدونه.

تحتوى كل سور المصحف الشريف على فضائل مميزة يحظى بها من يقرأها فمنها ما يحفظ الإنسان من الشر ومنها ما يزيد الرزق ويبعد الفقر.

ذكر الرسول الكريم أن لها أفضال عظيمة، فمن يقرأها رزقه الله نورا يعادل كل آية بها، ويمنحه الله سبحانه وتعالى حسنات بعدد حروف كلماتها ويرفع الله قدره ثلاثمائة درجة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا علي من قرأها أَعطاه الله بكلّ آية قرأها نورًا وله بكلّ حرف ثلاثُمائة حسنة، ورفع له ثلاثمائة درجة).

أسباب نزول سورة النجم

واجه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم العديد من التحديات عند بداية نزول الوحي وجهره بالدعوة في مكة، فقد زعم المشركين أن القرآن الكريم من تأليف الرسول صلى الله عليه وسلم ولم ينزل بوحي من الله.

كان هذا السبب هو السبب الأساسي لنزول السورة، ليثبت الله لهم أن القرآن الكريم هو كلام الله منزل بالحق على نبيه عن طريق الوحي وليس شعرا مؤلفا من قبل الرسول الكريم.

استهدفت بعض آيات سورة النجم قضايا معينة أو افتراءات أتت لتبينها وتوضحها، كان منها الآية الكريمة

( هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ في بُطُونِ أُمَّهَاتِك) .

أتت هذه الآية لتدحض ظن اليهود بأن أطفالهم الموتى صغارا هم صديقون، وقد وصل الخبر لرسول الله الكريم فكذب الادعاء فالله سبحانه وتعالى وحده من يعلم ما ينمو في بطون الأمهات ويعلم قدره.

جاء عن ثابت الأنصاري حيث قال (كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير ” هو صدّيق “، فبلغ ذلك النبي فقال : ” كذبت يهود ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمه إلا أنه شقى أو سعيد) وكانت نزول الآية السابقة تأكيدا على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

نزلت بعض آيات سورة النجم لتؤكد على انفراد الله عز وجل بعلم الغيب والمستقبل ولا يشاركه في ذلك أحد من العباد أو المشركين.

يتجلى ذلك في قوله تعالى

(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى، وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى ،أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى)

فقد أتت الآيات السابقة في موقف الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد عرف عنه كثرة التصدق وإخراج المال لوجه الله الكريم.

كان لكثرة تصدقه سببا لأخوه في الرضاعة للومه على ذلك مدعيا بأن هكذا سوف تنتهي أمواله، فرد عليه عثمان بأن لديه ذنوب كثيرة ويريد بإنفاقه أن يزيلها فلا يعذب بها.

أخبره أخيه بالرضاعة باستعداده أن يتعذب مكانه لو أعطاه حمل الناقة التي معه بما عليها من أموال وخير، فوافقه عثمان ظنا منه أنه سوف يحمل عنه ذنوبه.

بالفعل قد قلل من صدقاته على المسلمين، فأنزل الله عز وجل آياته السابقة ليبين حقيقة الموقف بأن الله وحده من يعلم الغيب ويعلم ما يحمل كل عبد من ذنوب وحسنات.

سورة النجم

وبعض الصحابة مثل ابن زيد ومجاهد زعم أن الآيات السابقة لم تنزل في عثمان بن عفان ولكن نزلت لتعني الوليد بن المغيرة، وقد كان قد أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لامه بعض قومه على ترك دين أجداده.

قام الصحابي بتبرير إسلامه بخوفه من عذاب الله، فزعم أحد عشيرته أنه سوف يحمل عنه العذاب بأن يعطيه من ماله بدلاً من ذلك فقبل الوليد وعاد لشركه مرة أخرى.

معاني في سورة النجم

نزلت سورة النجم بشكل أساسي لتعالج مشكلة الاقتناع بوجود وحي ينزل على الرسول بكلام الله عز وجل.

وتبين الاختلاف بين كلام الله والرسالة الإلهية وبين الكلام المفترى الذي يبدع فيه عباقرة الفكر والشعر ويدعون بعدها أنه من عند الله بل ويجعلونه ضمن الرسالات السماوية.

الرسالات السماوية الإلهية حقيقة ثابتة لا تتغير بمرور الزمن وتغير العباد والظروف فهي تناسب كل الأزمان والأماكن.

بدأت السورة الكريمة بقسم شديد لله بالنجم، وذلك فيه ربط بين القرآن والإعجاز في الكون، فالنجم هو وسيلة البشر وقتها للوصول إلى الطريق الصحيح والهداية ومعرفة المكان.

كان هنا تشبيه للرسول صلى الله عليه وسلم بالنجم فهو أيضاً أتى لهداية العباد للطريق السليم وعبادة الله والخير والهداية.

أكدت سورة النجم على ما يحظى به الرسول الكريم من مقام عظيم عند الله سبحانه وتعالى وذلك بذكر قصة المعراج،

وما مر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أحداث بدءا من صعوده إلى السماء وما قد رآه في السموات السبعة من رسل سابقين وعجائب تبهر العقول.

تميزت سورة النجم بايقاع تعبيري مبدع وتوافق نغمي فريد لا ينبع إلا من عند الله سبحانه وتعالى، خاصة عند وصف الأحداث الربانية والمشاهد الإلهية التي دارت في الرحلة.

تم وصف الوحي وهو يظهر للرسول صلى الله عليه وسلم في كلمات وصفت الجو الروحاني البديع للرحلة.

مواضيع سورة النجم

انقسمت سورة النجم إلى ثلاثة مواضيع أساسية هي:

الموضوع الأول

سورة النجم

تناول التأكيد على حقيقة وجود الوحي وذلك بشرح مشهدين للوحي مع الرسول الكريم، يصف بهما مدى صدق رؤية الرسول الكريم لسيدنا جبريل واطلاعه على أية كبيرة من آيات ربه.

الموضوع الثاني

تناول الكلام عن الآلهة المزعومة للكفار مثل اللات والعزى ومناة الذين يعبدونهم دون تفكير، وينسجون من خيالهم أفكار خاطئة بأن الملائكة من أبناء الله وذلك بغير حق فهم يتبعون في حياتهم الظن.

الموضوع الثالث

سورة النجم

تناول الكلام عن العباد الذين ينشغلون بالدنيا وينسون ذكر الله وحقه عليهم، فالأخرة هي الباقية والله هو الأعلم بعبادة وما يدور في قلوبهم وعقولهم معرفة يقين وحق.

عالجت سورة النجم مثل باقي السور المكية مواضيع الإيمان بالوحي والتأكيد على وحدانية الله مع وصف الآخرة وما بها من عذاب ونعيم في سياق قرآني فريد.

السابق
قصة وردت في اواخر سورة البقرة
التالي
ما هو مفهوم احسان الظن

اترك تعليقاً