رمضان بالنسبة للمسلم ليس مجرد شهر من الشهور

رمضان

رمضان بالنسبة للمسلم ليس مجرد شهر من الشهور، وإنما هو مشروع عام، بل فرصة زمان ومشروع عمر، ولا يمكن للمسلم أن يستفيد منه الفائدة الأعظم إلا بحسن التخطيط بتصور الأهداف ثم حسن التخطيط لتطبيقها.

خسر في رمضان

وإنما خسر من خسر في رمضان وفاته الخير الكثير والأجر الوفير، وتخطته المنافع بسبب سوء التخطيط أو عدم التخطيط من الأصل.

 

رمضان

مهمات في الطريق:


من أراد أن يحقق أعلى استفادة وأن تثمر خططه عن أفضل النتائج فلابد له من أمور:

أولا: وضوح الأهداف:


بأن تكون واضحة لا غموض فيها ولا لبس، فلا يكفي أن يرغب في أن يقرأ كثيرا من القرآن، أو أن يصلي كثيرا، أو يتصدق كثيرا، وإنما يلزمه أن يحدد عدد الأجزاء التي يريد قراءتها، والوقت الذي سيقرأها فيه

  • وكم سيقرأ في كل فترة، وكذلك عدد الركعات ومواعيدها بعد الظهر أو بين المغرب والعشاء أو في الليل، وكم ركعة سيصليها في كل وقت منها، وحتى الصدقة ينبغي أن يحدد ما سيتصدق به كل يوم، أو على مدار شهره لا يترك ذلك للظروف والأحوال.

ثانيا: إمكانية التحقيق:


فوضع أهداف مغالى فيها، لا تتناسب مع حال الإنسان أو عمله ووقت فراغه، وظروف أسرته الضرورية يجعل تحقيق الأهداف مستحيلا فيعجز عنها أو عن بعضها فيصيبه الإحباط ويفوته الخير بعضا أو كلا.

ثالثا: أن تكون أهدافا مناسبة:


تستحق أن تسمى أهدافا، فليست مطالب سهلة جدا لا طموح فيها ولا جهد، ولا تقكون أيضا قليلة وبسيطة لا تتناسب مع عظمة الشهر ومقامه.. وإنما شيء يرقي الإنسان في العبادات والدرجات والمستوى الإيماني.

رابعا: وضع الخطط اللازمة لتطبيق الأهداف:


ولابد من توفر أساسيات في الخطط الموضوعة.. منها:

أـ مناسبة الخطة للهدف:

  • فأهداف الناس تختلف، ومقاصد رمضان كثيرة

وثماره متنوعة ووفيرة، ولهذا قد تختلف

  • الأهداف على حسب حاجة الإنسان لها أو إرادته ومطلوبه من رمضان

 

  • فمريد التوبة والمغفرة ليس كمريد العتق من النار،وهما بدورهما يختلفان عمن يريد حفظ القرآن أو تدبره

 

  • أو من يعالج خللا أخلاقيا، أو نقصا إيمانيا في جانب من الجوانب.. فخطط كل صنف يجب أن تناسب مقصده ومراده.

ب ـ إمكانية التطبيق:

فكما أن الهدف يجب أن يكون مستطاعا فكذلك الخطة الموضوعة يجب أن تكون خطة في متناول يد المنفذ يمكن أن يترجمها على أرض الواقع وإلا كانت ضربا من الخيال..

 

  • فمثلا الإنسان البطيء الحفظ يجب أن يكون هدفه متناسبا مع حفظه، ثم الوقت المعد للحفظ والمراجعة يجب أن يكون مناسبا لمقدار الحفظ.. وبطيء القراءة يلزمه أن يضع للقراءة وقتا يناسب الكم المطلوب وإلا فاته المقصود.

ج ـ الجدية في التنفيذ:

فلابد من المراقبة لمدى تطبيق الخطط، ثم المحاسبة، ثم المعاتبة، ثم المعاقبة.

  • فمراقبة النتائج لازمة لمعرفة مدى الالتزام، فإذا رأى تقصيرا حاسب نفسه عليه، وقضاه إن أمكن، وعاتب نفسه على التفريط وإلا وضع عقوبات تلزم النفس بالانضباط والالتزام بالخطة الموضوعة.
  • فالخطط تنظم الوقت، وتقلل الجهد، وتبين الخلل، وفي النهاية ترسم طريق النجاح.. فلابد من التخطيط وإلا ضاع منا رمضان، وقديما قال بعضهم: إما التخطيط وإما التخليط والتخبيط.

الله بلغنا رمضان، وأعنا على استغلاله على الوجه الذي ترضى به عنا.. آمين.

السابق
 من اروع القصص المعبرة.. قصة لعله خير
التالي
بحث متكامل حول من هي الفرقة التي قالت بخلق القرآن

اترك تعليقاً