دعاء دخول التواليت

دعاء دخول التواليت

الدعاء الدعاء لغةً: هو مصدرٌ للفعلِ دعا، ودعوتُ اللهَ، أدعوهُ دعاءً، أي ابتهلتُ إليهِ بالسُّؤال،

ورغبتُ فيما عندَهُ منَ الخيرِ، وهو بمعنى النداء، ويقال: دعَا فلان فلانًا دُعاءً،

أي: نادَاهُ، ودعوتُ فلانًا، أي: صِحْتُ بهِ واستدعيتُهُ، ودعا المؤذِّنُ النَّاسَ إلى الصَّلاة، فهو داعٍ،

والجَمع: دعاةٌ وداعونَ، ودعا فلانًا، أي: استعانه، ودعا إلى الأمر:

ساقَهُ إليهِ، وحثَّ عليه، والدعاء في الاصطلاح: هو الكلام الإنشائيُّ الدالُّ على الطَّلبِ معَ الخُضوعِ،

ويسمَّى أيضًا سُؤالاً، وهو طلب الأدنى من الأعلى، كأنْ يطلب العبدُ ويتوسّلَ من ربِّهِ، وهو من أسمى

العبادات التي جعلَها الله -سبحانه وتعالى- خالصةً لوجْهِهِ الكريم، وهذا المقال مخصّصٌ للحديث عن

أحدِ أنواع الأدعية، وهو دعاء دخول الحمام للمسلم. دعاء دخول الحمام إنَّ دعاء دخول الحمام ثابتٌ في

السنّة النبوية عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلّم-، فقد وردَ عنْهُ -عليه الصَّلاة والسَّلام- ولفظ الحديث

للبخاري: “أن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- كانَ إذا دخلَ الخلاء، قالَ: اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منِ الخُبثِ

والخَبائثِ”،

[١]، وفي الحديث دليل واضحٌ على أنَّ من سنة النبي -عليه الصلاة والسلام- أنْ يدعو المؤمن بهذا

الدعاء قبل دخول الحمام.

[٢]. إذًا، فالاستعاذة بالله تعالى قبلَ دخول الحمام، أمرٌ ثابت في صحيح السُّنة، وقد قال الشيخ ابن

عثيمين -رحمه الله-: “فائدةُ هذهِ الاستعاذةِ: الالتجاء إلى الله -عزَّ وجلَّ- منَ الخبثِ والخبائثِ؛

لأنَّ هذا المكانَ خبيثٌ، والخبيثُ مَأوى الخبثاءِ، فهو مأوى الشياطينِ،

فصارَ منَ المُناسبِ إذا أرادَ دخولَ الخلاءِ أنْ يقول: أعوذُ باللهِ منَ الخُبثِ والخَبائثِ،

حتَّى لا يصيبُهُ الخبثُ وهو الشَّرُّ، ولا الخبائِثُ وهي النُّفوسُ الشريرة”،

وهذه العلة تقتضي من المسلم أن يحافظَ على الاستعاذةِ عندَ كلِّ دخولٍ للخلاءِ،

سواءَ كان بقصدِ قضاءَ الحاجةِ، أو كانَ لغيرِ ذلكَ منَ الأمورِ التِي يستعملُ النَّاسُ اليومَ لها دوراتِ المياهِ،

من أمور النظافة المتنوعة، وبذلك يحفظ المسلم نفسه من أذى الشياطين.

[٣]. دعاء الخروج من الحمام بعدَ ما وردَ سابقًا من دعاء دخول الحمام سيطرق باب الأذهان السؤال عن

الدعاء الذي وردَ في الصحيح، والذي ينبغي على المسلم قولُهُ بعد الخروج من الحمام،

وإنَّ مما وردَ عن السيردة عائشة -رضي الله عنها-: “أنْ النبيّ -صلَّى الله عليه وسلّّم- كان إذا خرجَ من

الغائط قال: غفرانك”،

[٤]، وقدْ قِيلَ فِي سببِ قولِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- هذا الذكر في هذا الموطن قولان:

الأول: أنَّهُ استغْفَرَ منْ تركِ ذكرِ الله تعالى طيلة مدة وجودهِ في الخلاء،

فقد كان النَّبيُّ -عليه الصلاة والسلام- لا يهجر ذكرَ الله تعالى إلا عندَ الحاجةِ. الثاني:

أنَّهُ استغفرَ خوفًا منْ تقصيرِهِ فِي شكرِ نعمةِ الله تَعالى التِي أنعمهَا عليهِ،

فأطعمَهُ ثمَّ هضمهُ ثمَّ سهَّلَ خروجهُ، فرأَى شكرَهُ قاصرًا عنْ بلوغِ هذهِ النعمةِ، فتداركَهُ بالاستغفار

السابق
نسيان القرآن بين المؤاخذة وعدمها
التالي
مقال عن الحجاب , المعنى الحقيقي للحجاب

اترك تعليقاً