حكم شم البخور اثناء الصوم

حكم شم البخور اثناء الصوم

حكم شم البخور اثناء الصوم

حكم شم البخور اثناء الصوم … يجب على المسلم عند الصوم الالتزام بالاشياء التي تساعده على الصوم، والابتعاد عن مبطلات الصوم ومفطراته حتى لا يفقد صيامه

 

 

يختلف حكم صيام مَن استنشق البخور بغير قصدٍ ودون إرادته عن حكم مَن تعمّد فعل ذلك
وسيتمّ فيما يأتي بيان وتفصيل حكم شمّ واستنشاق البخور للصائم بحسب حاله:

شمّ البخور بغير قصدٍ وإرادة

إذا شمّ الصائم البخور أو استنشقه بغير قصدٍ وإرادة أو اشتمّ مجرّد الرائحة من بعيدٍ دون ابتلاع شيءٍ من دخانه
ووصوله إلى جوفه فلا يؤثّر ذلك على صيامه، مع أنّ الأوْلى أن يحتاط المسلم عن ذلك خلال فترة النهار ما استطاع.

وبناءً على ذلك إذا شمّ الصائم البخور ووصل منه شيء لحلقه بغير اختياره ولم يتمكّن من التحرّز عنه
فإنّه يكمل صيامه، ولا قضاء عليه ولا يؤثم بسبب ذلك، وكذا إذا شمّ رائحته دون استنشاق
لأنّ الممنوع هو استنشاقه لا مجرّد شمّ رائحته.

تعمّد شمّ واستنشاق البخور

إذا تعمّد الصائم استنشاق البخور فقد تعدّدت آراء الفقهاء في حكم صيامه، وبيان أقوالهم فيما يأتي:

ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنّ استنشاق البخور بقصدٍ يفطّر الصائم
لأنّ للبخور له جرم يصل إلى الجوف، ويمكن للصائم أن يجتنبه، قال ابن عابدين الحنفي:
“ولو أدخل حلقه الدخان بأي صورة كان الإدخال، حتى لو تبخر بخور فآواه إلى نفسه واشتمه ذاكراً لصومه أفطر لإمكان التحرز عنه”.

وبناءً على ذلك مَن استنشق البخور وهو صائمٌ صيام فرضٍ وجب عليه قضاء هذا اليوم، قال الدسوقي:
“متى وصل دخان البخور أو بخار القدر للحلق وجب القضاء؛ لأنّ دخان البخور وبخار كل منهما جسم يتكيف به الدماغ ويتقوى به، أي تحصل له قوة كالتي تحصل له من الأكل”.

  • قول الشافعية

ذهب الشافعية إلى أنّ استنشاق البخور لا يُفطّر الصائم حتى وإن تعمّد عدم التحرّز منه
لأنّ دخان البخور ليس بمعنى الأكل والشرب عرفاً؛ فلا يعدّ من مفسدات الصيام.

حكم استعمال وشمّ الطّيب للصائم

إنّ استعمال العطر والطيب أثناء الصيام لا يؤثّر على صيام المسلم، فمَن تطيّب وتعطّر على بدنه أو ثيابه أو شعره لم يُفطر بذلك، وإنّما الطيب الذي منعه أكثر الفقهاء البخور -كما أسلفنا-، لأنّ استنشاقه سبب لدخوله إلى الحلق والجوف
ولكن فصّل الفقهاء في حكم شمّ رائحة العطر والطّيب عن عمدٍ ما بين الجواز والكراهة، ونذكر أقوالهم فيما يأتي:

  • الحنفية: قالوا إنّ شمّ رائحة الورد ونحوه من الطيب الذي ليس له جسم لا بأس به.
  • المالكية: قالوا بكراهة تعمّد رائحة الطيب والعطر الذي لا جسم له.
  • الشافعية: يرون كراهة شمّ الرياحين أيضا ونحوها للصائم لأنّ الأصل والسنّة له ترك الترفّه في الصيام.
  • الحنابلة: قالوا بكراهة شمّ الطيب إذا كان مسحوقاً؛ لأنّه لا يؤمن أن يجذبه النّفس إلى الحلق والجوف، أمّا الطيب كالورد والمسك والعنبر غير المسحوق فلا كراهة في شمّه.
السابق
كيف تكون تكبيرة الاحرام
التالي
فضائل الصحابي المقدام بن معدي كرب بن عمرو الكِنْدي

اترك تعليقاً