حذيفة بن اليمان: أكثر من سأل عن الفتن ومات قبل أن يدركها

حذيفة بن اليمان: أكثر من سأل عن الفتن ومات قبل أن يدركها

حذيفة بن اليمان: أكثر من سأل عن الفتن ومات قبل أن يدركها , هو بعد صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أيضًا أكثر الصحابة سؤالًا عن “الشر” خوفًا من أن يدركه، كما يروى عن نفسه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أسرّ إليه بأسماء المنافقين وذكر له الفتن الكائنة في الأمة من بعده كما يروي الذهبي في سير أعلام النبلاء، وقد توفي حذيفة بن اليمان بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهما بأربعين ليلة، حامدًا الله عز وجل وهو على فراش الموت أن وفاته سبقت الفتن التي أخبر بها وحدث عنها فيقول: “حبيب جاء على فاقة.. لا أفلح من ندم. السر بعدي ما أعلم. الحمد لله الذي سبق بي الفتنة، قادتها وعلوجها”.

ومن أشهر أحاديث الفتنة ما راوه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، ونقله عنه مسلم في صحيحه إذ قال: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ

هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟

قَالَ: نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ، قلْتُ: وَمَا دَخَنهُ؟

قَالَ: قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سنَّتِي

، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟

قَالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفوه فِيهَا، فَقلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ ،

صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا، قلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ،

فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَم جَمَاعَةَ الْمسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، فَقلْتُ:

فَإِنْ لَمْ تَكنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَام؟ قَالَ:

فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ.

ويقول النووي في شرحه للحديث إن المراد بالخير بعد الشر هي أيام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، والتي تلت أحداث وسنوات الفتن، وذكر أن “الدخن” يعني أن القلوب لا تصفوا لبعضها البعض، ولا يزول خبثها، ولا ترجع إلى ما كانت علي من صفاء، أما الدعاة على أبواب جهنم، فهم من كان من الأمراء يدعو إلى بدعة أو ضلال كالخوارج والقرامطة وأصحاب المحنة، والمقصود بها محنة خلق القرآن.

ويعلق النووي على هذا الحديث قائلًا: “وفي حديث حذيفة هذا لزوم جماعة أو المسلمين وإمامهم، ووجوب طاعته، وإن فسق وعمل المعاصي من أخذ الأموال وغير ذلك فتجب طاعته في غير معصية، وفيه معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي هذه الأمور التي أخبر بها ، وقد وقعت كلها”.

السابق
يؤذي جاره ويخالف القانون فكيف يتم التعامل معه شرعًا؟.. الإفتاء توضح
التالي
فوائد الصيام قصص اطفال دينية مفيدة

اترك تعليقاً