
جمع النية هذا الحديث عظيم الموقع كثير الفائدة أصل من أصول الدين، قَالَ أبو داود: إنه نصف الفقه، وقال الشافعي رحمه الله جمع النيةوالقصد وعزم القلب
جمع النية
والقصد وعزم القلب والقصد وعزم القلب قال: قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ:
(إِنما الْأَعمال بِالنِّيات وإِنما لِكل امْرِئ ما نوى، فمن كَانت هجرته إِلى دنيا يصِيبها أو إِلَى امْرأَة يَنكحها فهِجرته إِلَى مَا هاجر إِلَيه). متفق عليه واللفظ للبخاري.
النيات جمع النية
والقصد وعزم القلب على أمر من الأمور. الهجرة: هي مفارقة دار الكفر إلى دار الإسلام خوف الفتنة وقصدا لإقامة شعائر الدين.
منزلة هذا الحديث في الدين:
هذا الحديث عظيم الموقع كثير الفائدة أصل من أصول الدين، قَالَ أبو داود: إنه نصف الفقه، وقال الشافعي رحمه الله: هذا الحديث ثلث العلم؛
وسببه كما قَالَ البيهقي وغيره :
أن كسب العبد بقلبه ولسانه وجوارحه، فالنية أحد أقسامها الثلاثة، وأرجحها
عبادة بانفرادها بخلاف القسمين
لأنها تكون عبادة بانفرادها بخلاف القسمين الآخرين؛ ولأنَّ القول والعمل يدخلهما الفساد بالرياء ونحوه، بخلاف النية.
المعنى الإجمالي:
هذا الحديث العظيم، تضمن قاعدة جليلة من قواعد الإسلام، هي القياس الصحيح لوزن الأعمال، من حيث القَبول وعدمه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم
مدار الأعمال على النياتْ
يخبر أن مدار الأعمال على النياتْ، فإن كانت النية صالحة، والعمل خالصًا لوجه الله تعالى
العمل مقبول
فالعمل مقبول، وإن كانت غير ذلك، فالعمل مردود، فإن الله تعالى أغنى الشركاء عن الشرك
ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاَ يوضح هذه القاعدة الجليلة بالهجرة، فمن هاجر من بلاد الشرك، ابتغاء ثواب الله، وطلباً للقرب من النبي صلى الله عليه وسلم
تعلم الشريعة
فهجرته في سبيل الله، والله يثيبه عليها، ومن كانت هجرته لغرض من أغراض الدنيا، فليس له عليها ثواب، وإن كانت إلى معصية، فعليه العقاب.
فوائد الحديث العقدية
ـ مدار الأعمال كلها على النيات، فتصرفات المكلف تابعة لنيته، فتكون صحيحة إذا كان القصد صحيحًا، وتكون فاسدة إذا كان القصد فاسدًا.
الحث على ملازمة الإخلاص لله
في كل الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، والحذر من الرياء والسمعة والعمل لغير الله
محبط للعمل
ومانع من الثواب، لأنّ الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل
إلاّ ما كان خالصاً له، وفي الحديث:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (قال اللَّهُ تبارك وَتعالى: أَنا أَغنى الشُّركاء عن الشِّرك من عمل عملا أَشرك فيه معي غيرِى تركْته وشركه). صحيح مسلم.
أهمية الاعتناء بالقلوب
في إصلاحها وتطهيرها، لأنها محل نظر الله تعالى
في الحديث:
(فإنَّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) صحيح مسلم.
علم منزلة هذا الحديث ومكانته في الإسلام
حريٌ بمن علم منزلة هذا الحديث ومكانته في الإسلام أن يجرد نيته في جميع أعماله وأقواله
خالصة لله تعالى
يجعلها خالصة لله تعالى، فكم من عمل عظيم صغرته النية، وكم من عمل يسير عظمته النية.