
ثمار قراءة القرآن والعمل به
من ثمار قراءة القرآن والعمل به:
- تعميق جذور الإيمان.
- معرفة الله سبحانه وتعالى.
- تحقيق العبوديَّة لله عز وجل.
- غذاءٌ وعلاجٌ وسلاح.
- سلاح يدفع الأخطار.
- القرآن فيه تربيةً وتهذيب للعقول.
- فيه صقلاً للمواهب، وتنميةً للقدرات العقليَّة.
قراءة القرآن الكريم تعود على المسلم بالكثير من ثمار الخير، سواءً كان هذا في الدنيا أوالآخرة، بينما الحرص على التدبر في التلاوة يؤدي إلى مضاعفة تلك الثمار، ومن أبرزها ما يلي: [1]
تعميق جذور الإيمان: حيث إن التدبر في قراءة القرآن الكريم يساهم في جعل يقين المسلم يزداد بأنه كتاب منزل من عند الله سبحانه وتعالى، فلن يلحظ به أي تعارض فيما بين الآيات الكريمة، كما لن يجد أي لفظ من الممكن استبداله بآخر، ولكنه يسير على نهج واحد من بدايته وحتى نهايته، فمن يتأمل فيه يشعر بأنه جاء من مصدر واحد، وأنه من عند الله تعالى الحكيم الخبير.
وذلك اليقين يساعد على تعميق جذور الإيمان، مثلما قال الله عز وجل: “قلْ نَزَّلَهُ روحُ الْقدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهدًى وَبشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ”[النحل: 102]، وبالتالي يتثبت الإيمان في القلب.
معرفة الله سبحانه وتعالى: فمن أعظم الثمرات لقراءة القرآن: أنَّه يعزز المعرفة بالله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى التعرف على قدرته وعظيم سلطانه، وكذلك فضله على عباده، وذلك ما تم الإشارة إليه في قول السعدي رحمة الله عليه عن ثمار التَّدبر: “يعَرِّف بالرَّبِّ المعبود، وما له من صفات الكمال؛ وما ينزَّه عنه من سمات النَّقص”.
تحقيق العبوديَّة لله عز وجل: فإن القرآن الكريم هو الوسيلة الأولى لفهم ما يريده الله سبحانه وتعالى من المسلمين، والطريقة الصحيحة لعبادته تعالى، إلى جانب التعرف على ما أنزل إلى الناس من ربهم، إذ أن القرآن الكريم هو أساس الشريعة التي ينبغي على المؤمنين أن يعرفوه جيدًا، ويكونون على التزام تام بأوامره، مع التجنب لنواهيه، وبالتالي سوف تتحقق العبودية.
القرآن غذاءٌ وعلاجٌ للنفس: فإن القرآن الكريم غذاء للإنسان، وأيضًا فهو العلاج الذي به تشفى النفوس من جميع ما يؤلمها، وهذا في حال استطاع المسلم تدبره بإحكام، فقد قال عز وجل: “وَننَزِّلُ مِنْ الْقرْآنِ مَا هوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ”[الإسراء: 82]، علاوةً على قول الله جل جلاله: “قلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هدًى وَشِفَاءٌ”[فصلت: 44].
سلاح يدفع الأخطار: كذلك تعتبر قراءة القرآن هي السلاح الأقوى لمواجهة الأخطار التي تتسبب في الأذى للفرد والمجتمع، إذ يُستخدم في جهاد النفس، كما يُقاوم كتاب الله تعالى المنافقين، بالإضافة إلى مجاهدة الكافرين مثلما ورد في قوله جل جلاله: “وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا”[الفرقان: 52]، إلى جانب قول الله عز وجل: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ”[التحريم: 9].
القرآن فيه تربيةً وتهذيب للعقول: التعرف على ما أنزله سبحانه وتعالى هو الدرس الأعظم الذي تتربى به العقول، وأيضًا يؤدي إلى جعلها على قدر كبير من التفهم للحقائق والعمل بها، علاوةً على الابتعاد عن كل ما هو ضار، وفي هذه الحالة لن يميل المسلم إلى الأفكار الضارة أو الأهواء المفسدة للعقول، وليس المقصود بالعقل هو الذكاء فقط، أو الفِطنة القوية، بينما العقل الصحيح هو أن يتفهم المؤمن من داخله الأمور النافعة، ويميزها عن غيرها.
فيه صقلاً للمواهب، وتنميةً للقدرات العقليَّة: حيث إنه في كتاب الله الحكيم قوة الملاحظة، والقدرة على التفكير، مما يؤدي إلى تحفيز قدرة المسلم على المعالجة الصحيحة للمواقف، فيستطيع إصدار أحكامه من عقله الخاص بالرغم من تعرضه للاختلاف في الآراء من الآخرين، إذ قال الله عز وجل: “قلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ”[الزمر: 9].
كيف يكون العمل بالقرآن
يتوجب على المسلم العمل بالقرآن الكريم، لأن ذلك هو الهدف الرئيسي من إنزاله على العباد، وقد اتضح هذا في قوله سبحانه وتعالى: “كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أولُو الْأَلْبَابِ”[ص: 29]، وفي الآتي كيفية العمل بالقرآن: [2]
- هو تصديق أخباره.
- واتباعِ أحكامه، بفعل جميع ما أمر الله به.
- وتركِ جميعَ ما نهى الله عنه.
لذلك سار الصحابة والتابعين رضي الله عنهم على هذا النهج، فاهتموا بتعلم القرآن، علاوةً على التصديق بأخباره، وبكافة ما ورد فيه، كما قاموا بتطبيق أحكامه عن اعتقاد راسخ منهم، فقد ذكر أبو عبدالرحمن السُّلمي رحمه الله: “حدثنا الذين كانوا يقرؤننا القرآن: عثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود، وغيرهما رضي الله عنهم”:
“أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها، حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن، والعلم، والعمل جميعًا، وهذا هو الذي عليه مدار السعادة والشقاوة” قال الله تعالى: “فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِنِّي هدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَي وَقَدْ كنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تنْسَى”[طه: 123، 126].
مما يدل على فضل قراءة القرآن قوله تعالى:
قراءة القرآن الكريم تعد من أفضل العبادات، فيستحسن للمسلمين رجالًا ونساءً الإكثار من تلاوته، لما له من المنافع العظيمة، ومما يدل على فضل قراءته قوله عز وجل: [3]
-
- قال جل جلاله: “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ”[الإسراء:9].
- كما قال الله سبحانه وتعالى: “قلْ هوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ”[فصلت:44].
-
- بالإضافة إلى قوله تعالى: “وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ ترْحَمُونَ”[الأنعام:155].
- ويقول الله عز وجل: “هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ”[إبراهيم:52].
من أهم الأسباب المعينة على حفظ القرآن الكريم:
-
الدعاء.
-
طاعة الله.
-
الصبر والمجاهدة.
-
التركيز على المتشابهات اللفظية.