الصحابي الجليل الذي أشار إلى النبي بحفر الخندق

الصحابي الجليل الذي أشار إلى النبي بحفر الخندق

 

يسأل الكثير من المسلمين عن الصحابي الجليل الذي أشار إلى النبي بحفر الخندق حيث أن هذه الفكرة كانت غير مسبوقة عند العرب، كما أن غزوة الخندق من الغزوات الهامة في التاريخ الإسلامي؛ لذلك من المهم التعرف على إجابة هذا السؤال.

الصحابي الجليل الذي أشار إلى النبي بحفر الخندق

 

الصحابي الجليل الذي أشار إلى النبي بحفر الخندق هو سلمان الفارسي، فقد كانت استخبارات المسلمين متيقظة من أعدائهم، لذلك جاؤوا بخبر الأحزاب وترصدوا حركتهم منذ أن قرروا غزو المدينة وتحركوا إليها، وحتى منذ أن خرج وفد يهود بني النضير من حصن خيبر واتجهوا لمكة، وعلموا بكل ما يجري.

بعد أن علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بخبر لأحزاب بدأ باتخاذ إجراءات الدفاع المطلوبة، ودعا لاجتماع الصحابة من مهاجرين وأنصار ليأخذ مشورتهم في هذا الموقف الجلل، فخرج له من بين الجموع الصحابي سلمان الفارسي وأشار عليه بأن يحفر خندقا فقال: “يا رسول الله، إنا إذا كنا بأرض فارس وتخوفنا الخيل، خندقنا علينا، فهل لك يا رسول الله أن تخندق؟”، فأعجب رأي سلمان المسلمون”، واستقر الرأي بعد المشورة على حفر الخندق.

نفذ المسلمون الفكرة بحفر خندق في المناطق المكشوفة حول المدينة المنورة، فعجز المشركون في اقتحام المدينة لمدة شهر كامل حتى عادوا من حيث أتوا بعد أن اقتلعت الرياح خيامهم، فكان لسلمان الفارسي رضي الله عنه فضل كبير في حماية المسلمين من تكاتف المشركين وغدر اليهود.

سلمان الفارسي

 

بعد أن تعرفنا على أن سلمان الفارسي هو ذلك الصحابي الجليل الذي أشار إلى النبي بحفر الخندق من المهم أن نعرف قصة هذا الصحابي القادم من بلاد فارس الباحث عن الحق، فهو المكنى بأبي عبدالله القادم من أصفهان، تنقل بين المدن بحثا عن الدين حتى خدعه قوم وباعوه لرجل يهودي في المدينة المنورة إلى أن ساعده الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم على التحرر.

أسلم رضي الله عنه مع قدوم النبي إلى المدينة، غاب سلمان الفارسي عن غزوتي بدر وأحد بسبب العبودية، ولكنه حضر غزوة الخندق والتي كان له دور كبير فيها بنصر المسلمين، ولاه الفاروق رضي الله عنه على المدائن، كان من السباقين للإسلام من غير العرب، قد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (السباق أربعة أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبش). [1]

تعتبر قصة إسلام سلمان الفارسي من القصص المليئة بالعبر والسعي الحقيقي وراء فطرة الإنسان، فكما روى رضي الله عنه أنه خرج في طلب الدين وتنقل من كنيسة إلى أخرى بعد أن ترك دين أجداده المجوسية، حتى وصل عند رجل في عمورية، فأعلمه أنه سيخرج نبي في أرض العرب وأعطاه ثلاث علامات في النبي، فخرج رضي الله عنه باحثا حتى وصل إلى المدينة المنورة بعد بيعه لرجل يهودي.

عندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجرا من مكة المكرمة راح سلمان الفارسي يتبعه حتى تأكد من علامات النبوة والتي علمها في عمورية، حيث إن النبي لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية وعلى كتفه خاتم النبوة، فأقبل رضي الله عنه يقبل الرسول ويبكي وأعلن إسلامه.

غزوة الخندق

 

وقعت غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب كما تسمى أيضا في شهر شوال في عام 5 هجرية، وكانت بين جيش المسلمين بقيادة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وبين جيش المشركين الذي دخلت فيه قريش مع العديد من القبائل العربية وعلى رأسهم جميعا أبو سفيان.

وكان سبب الغزوة الرئيس أن يهود بني النضير الذين كانوا يعيشون في المدينة نقضوا عهدهم مع رسول الله والمسلمين، وحاولوا قتله عليه الصلاة والسلام، فأجلاهم رسول الله عن المدينة عقابا لهم، فأراد يهود بني النضير الانتقام فحرضوا قريش والقبائل العربية على غزو المدينة والقضاء على المسلمين، وقد استجاب العرب لذلك وتجمعوا في جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل، ومن القبائل المشاركة قريش وغطفان وبنو أسد وسليم وغيرهم، لذلك سموا بالأحزاب لتحزبهم ضد رسول الله والمسلمين.

السابق
من هم الثلاثة الذين خلفوا في سورة التوبة
التالي
ما معني وتفسير كلمة الموقوذة

اترك تعليقاً