الرضا بقضاء الله | كيف يكون وما هي العلاقة بينه وبين السعادة

الرضا بقضاء الله | كيف يكون وما هي العلاقة بينه وبين السعادة

الرضا بقضاء الله | كيف يكون وما هي العلاقة بينه وبين السعادة

الرضا بقضاء الله | كيف يكون وما هي العلاقة بينه وبين السعادةالرضا بقضاء الله | كيف يكون وما هي العلاقة بينه وبين السعادة, تعرف على الرضا بقضاء الله وعلى ما هو الرضا وكيف يكون وما هي العلاقة بينه وبين السعادة عبر موقع الاسلامى ، حيث أن الرضا من اجمل وأنبل الصفات التي من الممكن أن يتصف بها المرء، فهي صفة تدل على رقي النفس ونبل الأخلاق والتمتع بالقناعة التي إن وجدت في أحد ما إستطاع بذلك أن يملك الدنيا وما فيها، كما أن الرضا بقضاء الله من شروط الإيمان، لذلك يجب على كل مسلم أن يؤمن بقضاء الله وقدره وأن يعلم يقينا بأن الله يدبر له في الغيب اجمل الأمور والأشياء، وفيما يلي سنتعرف على ما هو الرضا وعلى ثمرات الرضا بقضاء الله بالتفصيل.

ما هو الرضا بقضاء الله وكيف يكون

يعرف الرضا بقضاء الله وبما قسمه الله على العبد بأنه باب الله الأعظم وجنة الحياة الدنيا، كما أنه مستراح جميع العابدين، وطريق الأشخاص السعداء الموقنين بالله عز وجل.

وقد جاء في صحيح مسلم قول الرسول (صل الله عليه وسلم) في الحديث الشريف، حيث قال:

(ذاق طعم الإيمان مَن رَضِي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا)

وكيف لنا ألا نرضى بقضاء الله ونحن نعلم يقينا أن الله سبحانه وتعالى

هو الرحمن، فهو أرحم بجميع عباده من الأم بولدها.

وكيف لنا ألا نرضى بما قسم الله لنا ونحن نوقن أن الله عز وجل هو العليم

، فهو الذي يعلم ما يصلح عبده وما الذي يضره، والعبد الجاهل هو الذي لا يرى إلا تحت قدميه.

وكيف لنا ألا نرضى بحكم الله ونحن نعلم يقينا أن الله جل جلاله وتقدست

أسماؤه هو اللطيف الذي يبتلي عباده بالكربات والمصائب ليُطهرهم من جميع الذنوب والمعائب.

وكيف لنا ألا نرضى ونحن نوقن أن الله سبحانه وتعالى هو الودود الذي

يتودَّد إلى جميع عباده بنِعمه اللامحدودة، فقد ورد في سورة النحل قول الله سبحانه وتعالى، حيث قال:

﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾

ومن خلال الآية الشريفة السابقة يمكننا ملاحظة أن الله عز وجل قد قال “نعمة”،

ولم يقل “نعم”، حيث أن كل نعمة من نعم الله عز وجل محشوة بمجموعة نعم لا تُعد ولا تحصى.

حتى إن المحنة الشديدة التي يراها الإنسان عقبة حياته ونهاية وجوده في

الحياة الدنيا هي في الأصل محشوة بنِعَمٌ كثيرة قد يدركها المرء فيما بعد، فكيف لنا ألا نرضى؟!

وبذلك يمكننا أن نتعرف على حقيقة الرضا، إذ أن الرضا هو تَقَبُّل

كل ما يقضي به الله جل وعلا من غير تردُّد ولا معارضة أو تذمر، وقد قيل:

“الرضا هو سكون القلب تحت مجاري الأحكام”

وذلك لأن جميع الأمور التي تحدث في حياة المرء إنما هي بقدر الله عز وجل،

فلا يجب أن يحزن الإنسان على أمر فات، ولا أن يخف مما هو آت.

بماذا يجب أن يرضى الإنسان

تتواجد مجموعة من الأمور التي يجب على الإنسان أن يرضى بها وأن يسلم

جميع أموره إلى الله سبحانه وتعالى فهو خير مدبر لجميع أموره، ومن هذه الأمور التي يجب الرضا بها ما يلي:

الرضا بالله عز وجل

من أهم الأمور التي يجب أن يرضى بها الإنسان الرضا بالله ربًّا واحداً لا شريك له، ربًّا يلزمك ويأمرك بأن ترضى بجميع أوامره إمتثالًا، كما يجب أن ترضى بنواهيه إجتنابًا.

وترضى بجميع أقداره سواء الأقدار المفرحة والسعيدة أو الأقدار المؤلمة، بالإضافة إلى الرضا بكل منع وعطاء ونعمة ومصيبة وكل شدة ورخاء.

ترضى إذا عافاك بلطفه الكبير، ترضى إذا إبتلاك بحكمته الواسعة، ترضى إذا وضعك في السجن وحيدًا فريدًا بعيداً عن جميع الخلق، ترضى به إذا أغناك من وسع وحباك، ترضى به إذا أعدمك وأفقَرك من نعمه وخيراته.

الرضا بالإسلام ديناً

يجب على المرء الرضا بالإسلام دينًا، وبما في الدين الإسلامي من أحُكام أو أوامر أو نواهي، فيجب الرضا عن كل تلك الأمور تمام الرضا، وأن لا يكون في نفسه أيُّ حرج، وأن يسلِّم لذلك تسليمًا كاملاً.

ولو خالف ذلك هواه، ولو كان أكثر الناس من حوله على خلاف معه بسبب ذلك، حتى ولو كان في غربة، يجب عليه أن يرضى بأحكام الدين وأن يسعى لتنفيذها بحذافيرها، حتى وإن خالف العالم.

الرضا برسول الله محمد (صل الله عليه وسلم)

يجب على المسلم أن يرضى بمحمد رسولًا، بأن يكون الرسول الكريم (صلوات الله وسلامه عليه) أولى بك من نفسك، فتقوم بذلك بالرضى بسُنته الشريفة، فتنشرها بين الناس وتدافع عنها، ولا تتحاكم في أمور الحياة إلا بها.

إرض بما قسم الله لك

يجب على الإنسان الرضا بما هو عليه، أن يرضى بصوته وصورته ومستواه المعيشي ووضعه ودخله المادي، كما يجب أن يرضى ببلده وبيته وما قسم الله له من أبناء وأموال ومسكن وملبس وجسد.

وهذا هو منطق القرآن الكريم، فقد جاء في سورة الأعراف قول الله عز وجل، حيث قال:

﴿فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾

ويكافئ الله سبحانه وتعالى الشخص الذي يرضى بقضاؤه وقدره، فيملأ قلبه بالسعادة والسرور والرضا، ويجعله أغنى خلقه بما لديه من قناعة.

أما الشخص الذي يتسخط على حكم وأمر الله ويعترض على قضاؤه وقدره، وينظر إلى معيشة غيره، فإنه يعيش حياته في شقاء دائم لا يعلمه إلا الله.

فقد جاء قول الله سبحانه وتعالى في سورة القمر، حيث قال:

﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾

وقد ورد قول الله جل وعلا في سورة الأحزاب، حيث قال تعالى:

﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾

وقال الله سبحانه وتعالى ما جاء في سورة الفرقان، حيث قال:

 ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾

وقال الله عز وجل ما ورد في سورة يس، حيث قال:

﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾

وقد قال الله سبحانه وتعالى ما جاء في سورة الحج، حيث قال:

﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾

والآيات القرآنية التي دلَّت على أن الله سبحانه وتعالى قد قضى كل شيءٍ وقدَّره كثيرة جداً، هذا وقد روى أحمد والترمذي الحديث النبوي الشريف الذي قال الرسول (صل الله عليه وسلم) فيه:

(وإرض بما قسَم الله لك، تكن أغنى الناس)

هذا وقد جاء في الحديث النبوي الذي رواه مسلم أن رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه)، قال:

(إن الله تعالى كتب مقادير الخلائق عنده قبل أن يَخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)

هذا وقد جاء في الحديث الشريف الذي رواه مسلم أن الرسول (صل الله عليه وسلم)، قال:

(المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعجِز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان)

ثمرات الرضا بقضاء الله وقدره

تتواجد الكثير من الثمرات التي يأتي بها الرضا بقضاء الله وقدره، ومن أعظم وأفضل هذه الثمرات ما يلي ذكره:

يعد الرضا بقضاء الله وقدره من تمام الإيمان، حيث أنه لن يكتمل الإيمان بالله عز وجل إلا بالرضا بقضاؤه وقدره.

التحلي بالشجاعة والإقدام على الحياة بدون خوف أو تردد، فإن الإنسان الذي يؤمن بالقضاء والقدر يعلم جيداً أنه لن يموت إلا إذا جاء موعده وأجله،

وأنه لن ينال إلا ما كتب الله سبحانه وتعالى له، فيمضي في سبيل الله عز وجل وهو غير خائف ولا مبال بما قد يناله من الأذى والمصائب،

لأنه في حقيقة الأمر يستمد قوته من الله العلي القدير الذي يؤمن به تمام الإيمان ويتوكل عليه تمام التوكل، ويوقن أنه معه حيثما كان.

الإيمان بالقدر والرضا بقضاء الله هو طريق الخلاص من الشرك بالله عز وجل، إذ أن المجوس قد زعموا أن النور هو خالق الخير في هذه الحياة،

وأن الظلمة هي خالقة الشر، والقدرية قد قالوا إن الله لم يخلق أعمال وأفعال العباد، فهم بذلك أثبتوا خالقين مع الله سبحانه وتعالى وهذا شرك، والإيمان بالقدر والرضا بقضاء الله على الوجه الصحيح توحيد لله.

بذلك نكون قد تعرفنا على ما هو الرضا بقضاء الله وكيف يكون وعلى علاقة الرضا بالسعادة في حياة الإنسان، كما تعرفنا على بماذا يجب أن يرضى الإنسان في هذه الحياة الدنيا،

بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على مجموعة من ثمرات الرضا بقضاء الله وقدره التي تعود بالنفع على حياة الإنسان وآخرته.

السابق
قاد ابو مسلم الخراساني حركة العباسيين في خراسان
التالي
دعاء استوداع للأبناء وافضل وتحصين الأسرة والبيت من العين والحسد

اترك تعليقاً