احاديث عن السحور في رمضان

احاديث عن السحور في رمضان

 

احاديث عن السحور في رمضان

 

احاديث عن السحور في رمضان هو الموضوع الّذي سيُطرح في هذا المقال. فالرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- قد حثّ المسلمين على كلّ أمرٍ فيه خيرٌ ومصلحةٌ لهم. سواء كان هذا الأمر دنيويّاً أو دينيّاً، كما نهاهم عن كلّ أمرٍ فيه شرٌّ وضرٌّ لهم، في هذا الأمر إشارةٌ ودليلٌ قاطعّ بأنّ الإسلام دين حقٍّ ونفعٍ وخير للبشر. و كذلك يهتمّ موسوعة الاسلامى ببيان معنى السّحور، وفوائده وأهميّته. مع ذكر الأدلّة من السّنّة النّبويّة الشّريفة. و كذلك ذكر حكم السهر إلى وقت السّحور.

 

معنى السحور

قبل كل شيء وقبل ذكر احاديث عن السحور في رمضان لا بدّ من تعريف السحور. فإنّ معنى السحور لغةً وشرعاً هو واحد، فالمقصود بالسّحور هو تناول الطّعام والشّراب في وقت السّحر، أي ما قبل الفجر بقليل، وهو سنّةٌ نبويّةٌ شريفة، وقيل عن أهل العلم بأنّ حكمه مندوب، فقد حثّ رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين من أصحابه على تناول هذه الوجبة، لما فيها من خيرٍ وفضلٍ في الصّيام، وكلمة السحور يمكن أن تأخذ معنيين، الأوّل إن كانت الكلمة بالضّمّ أي السُّحور، فمعناها أي الأكل والشّرب وقت السّحر، والثّاني إن كانت الكلمة بالفتح أي السَّحور، فهي تعني بأنّه ما يتناوله المسلم أي أنّه المفعول به. وللسّحور فوائد عديدةٌ وبركاتٌ أخرويّةٌ ودنيويّة، ينالها المسلم بهذه العظيمة، كما أنّ فيها مخالفةً لأهل الكتاب الّذين يمتنعون عن السّحور، وإنّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- استحبّ للمسلمين بعض الأفضليّات والأولويّات في السّحور ومنها:[1]

 

  • تأخير السّحور إلى ما قبل الفجر بقليل، ومحاولة عدم تناوله في أوّل اللّيل أو وسطه.
  • تناول طعامٍ خفيفٍ، بحيث لا يثقل ولا يشّق على الصّائم أثناء النّهار.
  • وإنّ المقدار الّذي وصفه النّبيّ بالوقت الّذي من الأفضل أن يكون ما بين وجبة السذحور ووقت الإمساك هو بمقدار قراءة خمسين آيةً، بسرعةٍ متوسطة أي لا تكون بقراءةٍ بطيئةٍ أو سريعة والله أعلم.

 

احاديث عن السحور في رمضان

رغّب رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- المسلمين باتّباع فعله، فهو كان يتسحّر قبل الصّيام، ويحثّ أهله رضوان الله عليهم أجمعين على ذلك أيضاً، لما في السّحور من بركاتٍ وخيراتٍ، وقد أجمع الفقهاء على سنّيّة السّحور في شهر رمضان المبارك، وأنّه ليس واجباً أو فرضاً، ولقد وردت العديد من الأحاديث النّبويّة الشّريفة، الّتي تحثّ وترغّب بالسّحور قبل الصّيام، وتشير إلى عظم فضله. وفيما يأتي احاديث عن السحور في رمضان :[2]

 

  • عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” تَسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً”.[3] وقد روى هذا الحديث أيضاً أبو هريرة، وأبي الدّرداء، وعمرو بن العاص، كما أخرجه البخاريّ ومسلم والنّسائي وأحمد.
  • روى عبدالله بن عمر رضي الله عنه، عن النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قال: ” إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصَلُّونَ على المتسحِّرينَ”.[4]
  • قال النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في وصف أفضل الطّعام لوجبة السّحور عند الصّيام: ” نعمَ سحورُ المؤمنِ التَّمرُ”.[5]
  • قال رسول الله صلّى الله عيله وسلّم: “من أراد أن يصومَ فلْيَتَسحَّرْ بشيءٍ”.[6]
  • عن النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قال: “السَّحورُ أُكْلةُ بَرَكةٍ، فلا تَدَعوه، ولو أنْ يَجرَعَ أَحَدُكم جُرْعةً من ماءٍ؛ فإنَّ اللهَ وملائكتَه يُصلُّونَ على المُتَسَحِّرينَ”.[7]
  • قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: “تَسَحَّرْنَا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إلى الصَّلَاةِ، قُلتُ: كَمْ كانَ بيْنَ الأذَانِ والسَّحُورِ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً”.[8]
  • وهذه هي الأحاديث الواردة في فضل السّحور، والأحاديث الّتي صحّ فيها التّرغيب بالسّحور قبل الصّيام والله أعلم.

 

السحور سنة وبركة وصحة

سنّ النبي -عليه الصّلاة والسّلام- السّحور عند الصّيام، لما فيه من بركاتٍ وخيراتٍ كثيرة، وقد بيّن بعضها في أحاديثه الشّريفة والمباركة، ففي السّحو رفوائد عظيمةٌ للأبدان أثناء الصّيام، كما فيه زيادةٌ على أجر الصّائم، فهو امتثالٌ لأمر رسول الله ومتّبعٌ لسنّته المباركة، وهذه عبادةٌ عظيمة، قال الإمام ابن العربيّ في كتابه عارضة الأحوذي: البركة هي الإنماء والزيادة، وهي من خمسة أوجه: قبول الرخصة، وإقامة السّنّة، ومخالفة أهل الكتاب، والتّقويّة على الطّاعات، وفراغ البال من تعلّقه بالحاجة إلى الطّعام، فربّما لم يفِ بالمقاساة له، والصّبر عليه؛ وقد حدّد رسول الله أقلّ السّحور وهو شرب القليل من الماء أو تناول التمر، فالتمر والماء يشكّلان وجبةً كاملةً من المغذّيّات الّتي تعطي للجسد الطّاقة، والقدرة على تحمّل الجوع والعطش والتّعب، ففيهما الكثير من العناصر الغذائيّة الّتي يحتاجها الجسم في اليوم الواحد، فعلى المسلم ألّا يضيّع هذه البركة وأن يمتثل لأمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والله أعلم.

 

فوائد السحور

كذلك الخوض تعريف السحور وذكر احاديث عن السحور في رمضان يقتضي الخوض في ذكر فوائد السحور. ففي السّحور صحّةٌ للأبدان، وزيادةٌ في الأجر عند الصّيام. و كذلك هو بركةٌ في الحباة الدّنيا وفي الآخرة معاً، ومن فوائده وبركاته ما يأتي:

 

  • إعانة المسلم على المشّقّة الحاصلة نتيجة الجّوع والعطش.
  • تقوية المسلم وإعانته على القيام بالعبادات والطّاعات وهو صائم.
  • يجتنب به المسلم الانفعال والعصبيّة والاضطّرابات النّفسيّة الحاصلة بسبب الجوع.
  • يعطي المسلم طيبة النّفس ورحابة الصّدر وحسن المعاملة.
  • يعطيه زيادةّ في حبّ الطّاعة والإقبال عليها أثناء الصّيام، والرّغبة على القيام بالمزيد من أعمال البرّ والخير.
  • تشجّع المسلم على إتمام شهر رمضان وصيامه كاملاً بكل ذنشاطٍ دون كسل وملل، بسبب قلّة التّعب والمشّقّة.
  • اتّباع هدي رسول الله واتّخاذ سنّته طريقاً لإكمال الطّاعات والعبادات في شهر رمضان.
  • يحثّ السّحور على القيام في ساعات اللّيل الأخيرة للدّعاء والمناجاة والعبادة.
  • يكسب المسلم من السّحور صلاة الله تعالى عليه وصلاة الملائكة ودعواتهم.
  • فيه مخالفةٌ لما عهده أهل الكتاب من الامتناع عن الرّسول، فالسحور يميّز المسلمين في وقت الصّيام.
  • إدراك صلاة الفجر في أوّل وقتها، وعدم التّكاسل في أدائها جماعةً وفي المسجد.

السهر إلى وقت السحور

إنّ من سنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- التّبكير في وقت النّوم، والتّقليل أو الابتعاد عن السّهر ليلاً وخاصّةً في شهر رمضان، فالسّهر الطّويل ليلاً يؤدّي بالمسلم أن يقضي نهاره بالنّوم، ولربّما يضيّع بذلك الواجبات الشّرعيّة المفروضة عليه، وإن لم يضيّعها يفوته الأجر في تطبيق السّنن النّبويّة وتضييع الوقت المبارك في رمضان، لكن إن قضى العبد ليله كاملاً بالعبادة والطّاعة والدذعاء فلا حرج عليه بذلك، ومن سهر دون أن يرتكب ليلاً المحرّمات فلا بأس عليه أبداً، طالما أنّه بعيدٌ عمّا حرّم الله تعالى عليه، لكنّ الأفضل والأثوب والأصوب للمسلم في رمضان، ألّا يسهر حتّى السّحور، بل عليه أن ينام بعد أن يقوم من اللّيل قليلاً،  ثمّ يستيقظ للسحور وصلاة الفجر نشيطاً ودون تعبٍ والله اعلم.

 

أكلة السحر أو السحور، من السنن النّبويّة العظيمة، والّتي تعود على المسلم بالكثير من الفوائد الصّحية والدّينيّة، وقد ذكر هذا المقال العديد من احاديث عن السحور في رمضان الّتي ذكرت فضله والتّرغيب فيه، كما  ذُكر فيه فوائد السحور للمسلم وحكم السّهر إلى وقت السحور في رمضان أو غيره.

السابق
ماهى اهم خصائص مذهب الإمام مالك
التالي
صحة حديث فأروا الله من أنفسكم خيرا

اترك تعليقاً